يقال له معاوية بن معاوية. وقد سرق هذا الحديث شيخ من أهل الشام، ورواه عن بقية، عن محمد بن زياد، عن أبي أمامة الباهلي.
وقال عثمان بن الهيثم المؤذن: حدثنا محبوب بن هلال، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنس، قال: جاء جبريل فقال: يا محمد، مات معاوية بن معاوية المزني، أفتحب أن تصلي عليه؟ قال: نعم. فضرب بجناحه فلم يبق من شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت له. فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة، في كل صف سبعون ألف ملك. قلت: يا جبريل، بم نال هذا؟ قال: بحبه {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يقرؤها قائما وقاعدا وذاهبا وجائيا، وعلى كل حال. محبوب مجهول، لا يتابع على هذا.
قال البكائي: قال ابن إسحاق: فلما أصبح الناس، يعني من يوم الحجر، ولا ماء معهم، دعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل الله سحابة، فأمطرت حتى ارتوى الناس. فحدثني عاصم، قال: قلت لمحمود بن لبيد: هل كان الناس يعرفون النفاق فيهم؟ قال: نعم والله، لقد أخبرني رجال من قومي، عن رجل من المنافقين؛ لما كان من أمر الحجر ما كان؛ ودعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين دعا فأرسل الله السحابة، فأمطرت. قالوا: أقبلنا عليه نقول: ويحك، هل بعد هذا شيء؟ قال: سحابة سائرة.
قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سار، فضلت ناقته، فخرج أصحابه في طلبها. وعند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل من أصحابه يقال له عمارة بن حزم، وكان عقبيا بدريا. وكان في رحله زيد بن اللصيت القينقاعي وكان منافقا. فقال زيد، وهو في رحل عمارة: أليس يزعم محمد أنه نبي، ويخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعمارة عنده: إن رجلا قال كذا وكذا. وإني والله ما أعلم إلا ما علمني الله. وقد دلني الله عليها، وهي في هذا الوادي في شعب كذا، وقد حبستها شجرة بزمامها. فذهبوا فجاؤوا بها. فذهب عمارة إلى رحله فقال: والله