وقال أبو الحسن علي بن مهدي الفقيه: حدثنا محمد بن هارون، قال: حدثنا هميم بن همام قال: حدثنا حرملة قال: سمعت الشافعي يقول: ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى أرسطاطاليس، محمد بن هارون لا أعرفه.
الأصم: أخبرنا الربيع قال: قال الشافعي: المحدثات من الأمور ضربان:
أحدهما: ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أو أثرا إجماعا، فهذه البدعة ضلالة.
والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه، لو أحدث هذا فهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام رمضان: نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذ كانت فليس فيها رد لما مضى، رواه البيهقي، عن الصدفي عنه.
وقال مصعب بن عبد الله: ما رأيت أحدا أعلم بأيام الناس من الشافعي.
وروى أبو العباس بن سريج، عن بعض النسابين قال: كان الشافعي من أعلم الناس بالأنساب، لقد اجتمعوا معه ليلة، فذاكرهم بأنساب النساء إلى الصباح، وقال: أنساب الرجال يعرفها كل أحد.
وقال الحسن بن رشيق: أخبرنا أحمد بن علي المدائني قال: قال المزني: قدم علينا الشافعي، فأتاه ابن هشام صاحب المغازي، فذاكره أنساب الرجال، فقال له الشافعي بعد أن تذاكرا: دع عنك أنساب الرجال فإنها لا تذهب عنا وعنك، وحدثنا في أنساب النساء، فلما أخذوا فيها بقي ابن هشام.
وقال يونس بن عبد الأعلى: كان الشافعي إذا أخذ في أيام الناس تقول: هذه صناعته.
وقال أحمد بن محمد ابن بنت الشافعي: حدثنا أبي قال: أقام الشافعي علي العربية وأيام الناس عشرين سنة، وقال: ما أردت بهذا إلا الاستعانة على الفقه.
وقال أبو حاتم: حدثنا يونس بن عبد الأعلى: قال: ما رأيت أحدا لقي من السقم ما لقي الشافعي، فدخلت عليه، فقال: اقرأ علي ما بعد العشرين