للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: نعم. قال: الذي قتل حمزة؟ قلت: نعم، قد كان الأمر الذي بلغك. قال: ما تستطيع أن تغيب عني وجهك؟ قال: فرجعت. فلما توفي رسول الله وخرج مسيلمة، قلت: لأخرجن إليه لعلي أقتله فأكافئ به حمزة. فخرجت مع الناس وكان من أمرهم ما كان، فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر رأسه. قال: فأرميه بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته.

قال سليمان بن يسار: فسمعت ابن عمر يقول: قالت جارية على ظهر بيت: واأمير المؤمنين، قتله العبد الأسود. أخرجه البخاري (١).

وقال ابن إسحاق (٢): ذكر الزهري قال: كان أول من عرف رسول الله بعد الهزيمة وقول الناس: قتل رسول الله ، كعب بن مالك. قال: عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر، فناديت: يا معشر المسلمين، أبشروا؛ هذا رسول الله . فأشار إلي أن أنصت، ومعه جماعة. فلما أسند في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول: يا محمد، لا نجوت إن نجوت … الحديث.

وقال هاشم بن هاشم الزهري: سمعت سعيد بن المسيب، سمع سعدا يقول: نثل لي رسول الله كنانته يوم أحد، وقال: ارم، فداك أبي وأمي. أخرجه البخاري (٣).

وقال ابن إسحاق (٤): حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن الزبير قال: فرأيت رسول الله قد ظاهر بين درعين يومئذ، فلم يستطع أن ينهض إليها، يعني إلى صخرة في الجبل، فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض رسول الله حتى استوى عليها. فقال رسول الله : أوجب طلحة.


(١) البخاري ٥/ ١٢٨ - ١٢٩، ودلائل النبوة ٣/ ٢٤١ - ٢٤٢.
(٢) ابن هشام ٢/ ٨٣، ودلائل النبوة ٣/ ٢٣٧.
(٣) البخاري ٥/ ١٢٤، ودلائل النبوة ٣/ ٢٣٩.
(٤) ابن هشام ٢/ ٨٦، ودلائل النبوة ٣/ ٢٣٨.