للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجنته، ووقع في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون، فأخذ علي بيد رسول الله ، ورفعه طلحة حتى استوى قائما. ومص مالك بن سنان؛ أبو أبي سعيد؛ الدم عن وجهه ثم ازدرده، فقال رسول الله : من مس دمه دمي لم تمسه النار. منقطع.

قال البكائي: قال ابن إسحاق (١): وحدثني عاصم بن عمر، أن رسول الله رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها (٢)، فأخذها قتادة بن النعمان، فكانت عنده. وأصيبت يومئذ عين قتادة، حتى وقعت على وجنته. فحدثني عاصم بن عمر أن رسول الله ردها بيده، وكانت أحسن عينيه وأحدهما.

وقال الواقدي (٣): حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عمته، عن أمها، عن المقداد بن عمرو، قال: فربما رأيت رسول الله قائما يوم أحد يرمي عن قوسه، ويرمي بالحجر، حتى تحاجزوا، وثبت رسول الله كما هو في عصابة صبروا معه.

هذان الحديثان ضعيفان، وفيهما أنه رمى بالقوس.

وقال سليمان بن أحمد نزيل واسط: حدثنا محمد بن شعيب، قال: سمعت إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، يحدث عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدري، عن قتادة بن النعمان؛ وكان أخا أبي سعيد لأمه، أن عينه ذهبت يوم أحد، فجاء بها إلى النبي فردها، فاستقامت (٤).

وقال يحيى الحماني: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن قتادة بن النعمان، أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا النبي فقال: لا. فدعا به فغمز حدقته براحته. فكان لا يدري أي عينيه أصيبت (٥).


(١) ابن هشام ٢/ ٨٢.
(٢) أي: طرف القوس.
(٣) المغازي ١/ ٢٣٩ - ٢٤٠، ودلائل النبوة ٣/ ٢٦٤.
(٤) دلائل النبوة ٣/ ٢٥٣.
(٥) دلائل النبوة ٣/ ٢٥٢.