قال البخاري في تفسير سورة الفتح: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، فذكر حديث:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}
قال أبو نصر الكلاباذي، وأبو القاسم اللالكائي، والوليد بن بكر الأندلسي: عبد الله هو ابن صالح العجلي.
وقال أبو علي بن السكن في روايته عن الفربري، عن البخاري: حدثنا عبد الله بن مسلمة، يعني القعنبي، قال: أخبرنا عبد العزيز، فذكره.
وقال أبو مسعود الدمشقي في الأطراف: عبد الله هو ابن رجاء، ثم قال: والحديث عند عبد الله بن رجاء، وعبد الله بن صالح.
وقال أبو علي الغساني: عبد الله هو ابن صالح كاتب الليث. وتابعه على ذلك أبو الحجاج شيخنا، وقال: هو أولى الأقوال بالصواب، لأن البخاري رواه في باب الانبساط إلى الناس من كتاب الأدب له، فقال: حدثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، ذكره عقيب حديث محمد بن سنان العوقي، عن فليح عن هلال، ورواه في البيوع من الصحيح عن العوقي. فالحديث عنده بهذين الإسنادين في الصحيح وفي كتاب الأدب، إلى أن قال: وإذا تقرر أن البخاري روى هذا الحديث عن عبد الله بن صالح، وقع الاشتراك بين العجلي، وبين الكاتب. فكونه كاتب الليث أولى لأنا تيقنا أن البخاري قد لقي كاتب الليث وأكثر عنه في التاريخ وغيره من مصنفاته،