للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنا إذا غطينا رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطينا رجليه خرج رأسه، فقال رسول الله : غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر. ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها (١). متفق عليه (٢).

وقال يونس، عن ابن إسحاق (٣): حدثني عبد الواحد بن أبي عون، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، قال: كانت امرأة من الأنصار من بني ذبيان قد أصيب زوجها وأخوها يوم أحد. فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله ؟ قالوا: خيرا، يا أم فلان. فقالت: أرونيه حتى أنظر إليه. فأشاروا لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل؛ أي هين. ويكون في غير ذا بمعنى عظيم.

وعن أبي برزة أن جليبيبا كان من الأنصار. فقال النبي ذات يوم لرجل: زوجني ابنتك. قال: نعم ونعمة عين. قال: لست أريده لنفسي. قال: فلمن؟ قال: لجليبيب. قال: حتى أستأمر أمها. فأتاها فأجابت: لرسول الله قال: إنما يريد ابنتك لجليبيب. قالت: ألجليبيب؟ لا لعمر الله لا أزوجه. فلما قام أبوها ليأتي النبي . قالت الفتاة من خدرها لأبويها: من خطبني؟ قالا: رسول الله قالت: أفتردون عليه أمره؟ ادفعوني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني. فذهب أبوها إلى النبي فقال: شأنك بها. فزوجها جليبيبا، ودعا لهما. فبينما رسول الله في مغزى له قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: نفقد فلانا ونفقد فلانا. قال: لكني أفقد جليبيبا، فاطلبوه، فنظروا فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه. فقال رسول الله : هذا مني وأنا منه. قتل سبعة ثم قتلوه. فوضعوه على ساعديه ثم حفروا له، ما له سرير إلا ساعدَا رسول الله حتى وضعه في قبره (٤). قال ثابت البناني: فما في الأنصار أنفق منها.


(١) أي: يجنيها ويقطفها.
(٢) البخاري ٢/ ٩٨ و ٥/ ٧١ و ٨١ و ١٢١ و ١٣١ و ٤/ ١١٨ و ١١٩، ومسلم ٣/ ٤٨ و ٤٩، ودلائل النبوة ٣/ ٢٩٩ - ٣٠٠. وانظر المسند الجامع حديث (٣٦٠٠).
(٣) ابن هشام ٢/ ٩٩، ودلائل النبوة ٣/ ٣٠٢.
(٤) مسند أحمد ٤/ ٤٢١ و ٤٢٢ و ٤٢٥، ومسلم ٧/ ١٥٢، والنسائي في فضائل الصحابة (١٤٢).