للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيا من خلفه الأجل ومن قدامه الأمل أما والله ما ينجيك إلا الصدق والعمل سل الأيام عن أملاكنا الـ ماضين ما فعلوا أما شغلوا بأنفسهم فصار بها لهم شغل وصاروا في بطون الأرض وارتهنوا بما عملوا وما دفع المنية عنـ هم جاهٌ ولا خول وكانوا قبل ذاك ذوي المهابة أين ما نزلوا وكانوا يأكلون أطايب الـ دنيا فقد أكلوا ذكرت الموت فالتبست علي بذكره السبل ومن شعره:

المرء في تأخير مدته كالثوب يبلى بعد جدته عجبا لمنتبهٍ يضيع ما يحتاج فيه ليوم رقدته وله:

حسناء لا تبتغي حليا إذا برزت كأن خالقها بالحسن حلاها قامت تمشي فليت الله صيرني ذاك التراب الذي مسته رجلاها وله:

وإني لمعذورٌ على طول حبها لأن لها وجها يدل على عذري إذا ما بدت والبدر ليلة تمه رأيت لها فضلا مبينا على البدر وتهتز من تحت الثياب كأنها قضيبٌ من الريحان في ورقٍ خضر أبى الله إلا أن أموت صبابةً بساحرة العينين طيبة النشر ذكر الصولي أن أبا العتاهية جلس حجاما ليذل نفسه ويتزهد، وكان يحجم الأيتام. فقال له بكر بن المعتمر: أتعرف من يحتاج إلى إخراج الدم من هؤلاء؟ قال: لا، قال: فتعرف مقدار ما تخرج من الدم؟ قال: لا، قال: فأنت تريد أن تتعلم على أكتافهم، ما تريد الأجر.

قال أبو تمام: خمسة أبيات لأبي العتاهية ما تهيأ لأحد مثلها:

<<  <  ج: ص:  >  >>