للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال موسى بن عقبة: ارتث في القتلى كعب بن زيد، فقتل يوم الخندق.

وقال حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت، عن أنس أن ناسا جاؤوا إلى النبي فقالوا: ابعث معنا رجالا يعلموننا القرآن، والسنة. فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء، وفيهم خالي حرام بن ملحان، يقرؤون القرآن ويتدارسون بالليل ويتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعون ويشترون به الطعام لأهل الصفة، فبعثهم رسول الله إليهم، فتعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان. قالوا: اللهم بلغ عنا نبيك أن قد لقيناك فرضيت عنا ورضينا عنك. قال: وأتى رجل خالي من خلفه فطعنه بالرمح حتى أنفذه، فقال حرام: فزت ورب الكعبة، فقال رسول الله لأصحابه: إن إخوانكم قد قتلوا، وقالوا: اللهم بلغ عنا نبيك أن قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا. رواه مسلم (١).

وقال همام وغيره، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: حدثني أنس، أن رسول الله بعث خاله حراما في سبعين رجلا فقتلوا يوم بئر معونة. وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل، وكان أتى النبي فقال: أخيرك بين ثلاث خصال: أن يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر، أو أكون خليفتك من بعدك، أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء، قال: فطعن (٢) في بيت امرأة من بني فلان، فقال: غدة كغدة البكر (٣) في بيت امرأة من بني فلان ائتوني بفرسي، فركبه، فمات على ظهر فرسه. وانطلق حرام ورجلان معه أحدهما أعرج فقال: كونا قريبا مني حتى آتيهم فإن آمنوني كنت كفوا، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم. فأتاهم حرام فقال: أتؤمنوني أبلغكم رسالة رسول الله ؟ فجعل يحدثهم، وأومأوا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه. قال همام: وأحسبه قال: فزت ورب الكعبة. قال: وقتل كلهم إلا الأعرج، كان في رأس الجبل.


(١) مسلم ٦/ ٤٥، ودلائل النبوة ٣/ ٣٤٣ - ٣٤٤. وانظر المسند الجامع حديث (١٢٥٥).
(٢) أي: أصابه الطاعون.
(٣) الفتيُّ من الإبل إذا أصابه الطاعون.