قطّ كان أخفّ منه، ولا أعظم بركة، ثم رأيت نورا كأنّه شهاب خرج منّي حين وضعته أضاءت لي أعناق الإبل ببصرى، ثم وضعته فما وقع كما يقع الصّبيان، وقع واضعا يديه بالأرض رافعا رأسه إلى السماء، دعاه والحقا شأنكما. هذا حديث جيّد الإسناد.
قال أبو عاصم النّبيل: أخبرني جعفر بن يحيى، قال: أخبرنا عمارة بن ثوبان أنّ أبا الطّفيل أخبره قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقبلت إليه امرأة حتى دنت منه، فبسط لها رداءه فقلت: من هذه؟ فقالوا: أمّه التي أرضعته. أخرجه أبو داود.
قال مسلم: حدثنا شيبان، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا ثابت، عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق قلبه، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظّ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه، يعني مرضعته، فقالوا: إنّ محمدا قد قتل، فاستقبلوه منتقع اللّون.
قال أنس: قد كنت أرى أثر المخيط في صدره.
وقال بقيّة، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السّلمي، عن عتبة بن عبد، فذكر نحوا من حديث أنس. وهو صحيح أيضا وزاد فيه: فرحّلت - يعني ظئره - بعيرا، فحملتني على الرّحل، وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمّي فقالت: أدّيت أمانتي وذمّتي، وحدّثتها بالذي لقيت، فلم يرعها ذلك فقالت: إنّي رأيت خرج منّي نور أضاءت منه قصور الشام.