ويظهر في البلاد ضياء نور يقيم به البرية أن تموجا فيلقى من يحاربه خسارا ويلقى من يسالمه فلوجا فيا ليتي إذا ما كنت ذاكم شهدت فكنت أولهم ولوجا فإن يبقوا وأبق تكن أمور يضج الكافرون لها ضجيجا وقال سليمان بن معاذ الضبي، عن سماك، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بمكة لحجرا كان يسلم علي ليالي بعثت إني لأعرفه الآن. رواه أبو داود.
وقال يحيى بن أبي كثير: حدثنا أبو سلمة قال: سألت جابرا: أي القرآن أنزل أول؛ (يا أيها المدثر) أو (اقرأ باسم ربك)؟ فقال: ألا أحدثكم بما حدثني به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني جاورت بحراء شهرا، فلما قضيت جواري نزلت، فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وشمالي، فلم أر شيئا، ثم نظرت إلى السماء، فإذا هو على عرش في الهواء - يعني الملك - فأخذني رجفة فأتيت خديجة، فأمرتهم فدثروني، ثم صبوا علي الماء، فأنزل الله (يا أيها المدثر قم فأنذر).
وقال الزهري، عن أبي سلمة، عن جابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن فترة الوحي، قال: بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء، فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه رعبا، فرجعت، فقلت: زملوني فدثروني، ونزلت:(يا أيها المدثر) إلى قوله: (والرجز فاهجر)؛ وهي الأوثان. متفق عليه. وهو نص في أن (يا أيها المدثر) نزلت بعد فترة الوحي الأول، وهو (اقرأ باسم ربك) فكان الوحي الأول للنبوة والثاني للرسالة.