الحجر، وقريش تسألني عن مسراي، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبّتها، فكربت كربا ما كربت مثله قطّ، فرفعه الله لي، أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلاّ أنبأتهم به، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلّي، فإذا رجل ضرب جعد، كأنّه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلّي، أقرب النّاس به شبها عروة بن مسعود الثّقفيّ، وإذا إبراهيم قائم يصلّي أشبه النّاس به صاحبكم، - يعني نفسه - فحانت الصلاة فأممتهم، فلمّا فرغت من الصّلاة قال لي قائل: يا محمد هذا مالك صاحب النّار، فسلّم عليه، فالتفتّ إليه فبدأني بالسّلام.
وقد رواه أبو سلمة أيضا، عن جابر مختصرا.
قال اللّيث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني أبو سلمة قال: سمعت جابر بن عبد الله يحدّث، أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لما كذّبتني قريش قمت في الحجر فجلا الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه. أخرجاه.
وقال إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب: سمعت ابن المسيّب يقول: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتهى إلى بيت المقدس لقي فيه إبراهيم، وموسى، وعيسى، ثم أخبر أنّه أسري به، فافتتن ناس كثير كانوا قد صلّوا معه. وذكر الحديث، وهذا مرسل.
وقال محمد بن كثير المصّيصيّ: حدثنا معمر، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة قالت لمّا أسري بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدّث النّاس بذلك، فارتد ناس ممّن آمن، وسعوا إلى أبي بكر فقالوا: هل لك في صاحبك، يزعم أنّه أسري به اللّيلة إلى بيت المقدس! قال: أوقال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك لقد صدق، قالوا: وتصدّقه! قال: نعم إنّي لأصدّقه بما هو أبعد من ذلك، أصدّقه بخبر السماء