للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أهل فدك على مثل ذلك. فكانت أموال خيبر فيئا بين المسلمين، وكانت فدك خالصة لرسول الله ؛ لأن المسلمين لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب.

وقال حماد بن زيد، عن ثابت. وعبد العزيز بن صهيب، عن أنس أن رسول الله لما ظهر على أهل خيبر قتل المقاتلة وسبى الذراري، فصارت صفية لدحية الكلبي، ثم صارت لرسول الله ، ثم تزوجها وجعل صداقها عتقها. متفق عليه (١).

وقال يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أنس، قال: ذكر للنبي جمال صفية، وكانت عروسا وقتل زوجها، فاصطفاها رسول الله لنفسه. فلما كنا بسد الصهباء حلت، فبنى بها رسول الله : واتخذ حيسا في نطع صغير، وكانت وليمته. فرأيته يحوي (٢) لها بعباءة خلفه، ويجلس عند ناقته، فيضع ركبته فتجيء صفية فتضع رجلها على ركبته ثم تركب. فلما بدا لنا أُحد قال رسول الله : هذا جبل يحبنا ونحبه. أخرجه البخاري، بأطول من هذا، ومسلم (٣).

وقال محمد بن جعفر بن أبي كثير: أخبرني حميد، سمع أنسا قال: أقام رسول الله بين خيبر والمدينة ثلاث ليال يبنى عليه بصفية. فدعوت المسلمين إلى وليمة رسول الله ، ما كان فيها من خبز ولا لحم، وما كان إلا أن أمر بالأنطاع فبسطت، وألقي عليها التمر والأقط (٤) والسمن. فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين هي أو مما ملكت يمينه؟ قالوا: إن حجبها فهي إحدى أمهات المؤمنين، وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه.


(١) البخاري ١/ ١٠٣، ومسلم ٤/ ١٤٥، ودلائل النبوة ٤/ ٢٢٧. وانظر المسند الجامع حديث (١٢٨٧).
(٢) التحوية: أن تدير كساءً حول سنام البعير ثم تركبه.
(٣) البخاري ٤/ ١٧٧ و ٥/ ١٣٢ و ٧/ ٩٩ و ٩/ ١٢٩، ومسلم ٤/ ١١٤، ودلائل النبوة ٤/ ٢٢٨. وانظر المسند الجامع (١٢٩١).
(٤) الأقط: لبن مجفف يابس مستحجر يطبخ به، ويسميه أهل الشام اليوم: "الجميد".