للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويعظ جاهلكم، وكنا في دار - أو أرض - البعداء، أو البغضاء، بالحبشة، وذلك في الله وفي رسوله. وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله ، ونحن كنا نؤذى ونخاف وسأذكر له ذلك وأسأله. فلما جاء قالت: يا نبي الله، إن عمر قال كذا وكذا. قال: ليس بأحق بي منكم، له ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم - أهل السفينة - هجرتان. قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالا، يسألونني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله . قال أبو بردة: قالت أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني. وقال: لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلي.

وقال أجلح بن عبد الله، عن الشعبي قال: لما قدم جعفر من الحبشة تلقاه رسول الله فقبل جبهته، ثم قال: والله ما أدري بأيهما أفرح، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر. وبعضهم يقول: عن أجلح، عن الشعبي عن جابر (١).

وقال ابن عيينة: حدثنا الزهري، أنه سمع عنبسة بن سعيد القرشي يحدث عن أبي هريرة، قال: قدمت المدينة ورسول الله بخيبر حين افتتحها، فسألته أن يسهم لي. فتكلم بعض ولد سعيد بن العاص فقال: لا تسهم له يا رسول الله. فقلت: هذا قاتل ابن قوقل. فقال، أظنه ابن سعيد بن العاص: يا عجبي لوبر قد تدلى علينا من قدوم ضال يعيرني بقتل امرئ مسلم أكرمه الله على يدي، ولم يهني على يديه.

هذا لفظ أبي داود (٢)، وأخرجه البخاري (٣)، لكن قال: من قدوم ضأن.

وقال إسماعيل بن عياش، عن الزبيدي، عن الزهري، أخبرني عنبسة بن سعيد، أنه سمع أبا هريرة يخبر سعيد بن العاص، قال: بعث رسول الله


(١) دلائل النبوة ٤/ ٢٤٦.
(٢) سنن أبي داود (٢٧٢٣)، ودلائل النبوة ٤/ ٢٤٧.
(٣) البخاري ٤/ ٢٩ و ٥/ ١٧٦ و ١٧٧، وانظر المسند الجامع حديث (١٤٦٣٩).