فريضتي، وخفّفت عن عبادي، وجعلت بكلّ حسنة عشر أمثالها. أخرجه مسلم.
وقد رواه ثابت البناني، وشريك بن أبي نمر، عن أنس، فلم يسنده لهما، لا عن أبي ذرّ، ولا عن مالك بن صعصعة، ولا بأس بمثل ذلك، فإنّ مرسل الصّحابيّ حجّة.
قال حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتيت بالبراق، وهو دابّة أبيض، فركبته حتى أتينا بيت المقدس، فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء، ثمّ دخلت فصلّيت، فأتاني جبريل بإناءين خمر ولبن، فاخترت اللّبن، فقال: أصبت الفطرة، ثم عرج بي إلى السماء الدنيا، فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: أنا جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل، ففتح لنا، فإذا بآدم.
فذكر الحديث، وفيه، فإذا بيوسف، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن، فرحّب بي ودعا لي بخير، إلى أن قال: لما فتح له السماء السابعة: فإذا بإبراهيم عليه السلام، وإذا هو مستند إلى البيت المعمور، فرحّب بي، ودعا لي بخير، فإذا هو يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، ثمّ ذهب بي إلى سدرة المنتهى، فإذا ورقها كآذان الفيلة، وإذا ثمرها كالقلال، قال: فلمّا غشيها من أمر الله ما غشي تغيّرت. فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها، قال: فدنا فتدلّى وأوحى إلى عبده ما أوحى، وفُرِضَ عليّ في كلّ يوم خمسون صلاة، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى قال: ما فرض ربّك على أمّتك؟ قلت: خمسين صلاة في كلّ يوم وليلة، قال: ارجع إلى ربّك فاسأله التخفيف، فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك، فإنّي قد بلوت بني إسرائيل وجرّبتهم وخبرتهم، قال: فرجعت فقلت: أي ربّ خفّف عن