وقال ابن جهضم، وهو ضعيف: حدثنا الخلدي، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن ماهان قال: سمعت إبراهيم بن إسحاق يقول: أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهنأ بعيشه.
وكان يقول: قميصي أنظف قميص، وإزاري أوسخ إزار. ما حدثت نفسي أنهما يستويان قط، وفرد عقبي صحيح والآخر مقطوع، ولا أحدث نفسي أني أصلحها، ولا شكوت إلى أهلي وأقاربي حمى أجدها. لا يغم الرجل نفسه وعياله، ولي عشر سنين أبصر بفرد عين ما أخبرت به أحداً. وأفنيت من عمري ثلاثين سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي، وإلا بقيت جائعاً إلى الليلة الثانية. وأفنيت ثلاثين سنة برغيف في اليوم والليلة، إن جاءتني امرأتي أو بناتي به، وإلا بقيت جائعاً، والآن آكل نصف رغيف وأربع عشرة تمرة. وقام إفطاري في رمضان هذا بدرهم ودانقين ونصف.
وقال أبو القاسم بن بكير: سمعت إبراهيم الحربي يقول: ما كنا نعرف من هذه الأطبخة شيئاً، كنت أجيء من عشي إلى عشي، وقد هيأت لي أمي باذنجانة مشوية، أو لعقة بن، أو باقة فجل.
وقال أبو عمر الزاهد: سمعت ثعلب يقول غير مرة: ما فقدت إبراهيم الحربي من مجلس لغة أو نحو من خمسين سنة.
قال الخطيب: أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال: أخبرنا عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الطوماري قال: جئت إلى إبراهيم الحربي وقد فاتني حديث، فأخذته وجئت به إليه، فقلت: فاتني هذا. قال: ضعه على رأسك. ففعلت، وكان إلى جنبه محمد بن خلف وكيع، فقال له: يا سيدي، هذا من ولد ابن جريج. فأدناني ثم قال: حدثنا أحمد بن منصور، قال: حدثنا عفان، ثم قال لوكيع: لو قلت لك: حدثنا عفان من أين كنت تعلم؟ فقال رجل: يا أبا إسحاق، لو قلت فيما لم تسمع: سمعت، ما حول الله هذه الوجوه إليك.