للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشافعي: وقطع الله الأكاسرة عن العراق وفارس، وقطع قيصر ومن قام بالأمر بعده عن الشام. وقال في كسرى: مزق ملكه، فلم يبق للأكاسرة ملك. وقال في قيصر: ثبت ملكه، فثبت له ملك بلاد الروم إلى اليوم (١).

وقال يونس عن ابن إسحاق (٢): حدثنا الزهري عن عبد الرحمن بن عبد أن رسول الله بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية، فمضى بكتاب رسول الله ، فقبل الكتاب وأكرم حاطبا وأحسن نزله. وأهدى معه إلى النبي بغلة وكسوة وجاريتين: إحداهما أم إبراهيم، والأخرى وهبها النبي لجهم بن قيس العبدي، فهي أم زكريا بن جهم، خليفة عمرو بن العاص على مصر.

وقال أبو بشر الدولابي (٣): حدثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد الفهري، قال حدثنا هارون بن يحيى الحاطبي، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن، قال: حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، عن جده حاطب بن أبي بلتعة قال: بعثني النبي إلى المقوقس ملك الإسكندرية، فجئته بكتاب رسول الله ، فأنزلني في منزله، وأقمت عنده.

ثم بعث إلي وقد جمع بطارقته فقال: إني سأكلمك بكلام وأحب أن تفهمه مني! قلت: نعم، هلم. قال: أخبرني عن صاحبك، أليس هو نبي؟ قلت: بلى، هو رسول الله. قال: فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حيث أخرجوه؟ قلت: عيسى، أليس تشهد أنه رسول الله؟ فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه أن لا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حتى رفعه الله إليه إلى السماء الدنيا؟ قال: أنت حكيم جاء من عند حكيم. هذه هدايا أبعث بها معك إليه. فأهدى


(١) دلائل النبوة ٤/ ٣٩٤.
(٢) دلائل النبوة ٤/ ٣٩٥.
(٣) دلائل النبوة ٤/ ٣٩٥ - ٣٩٦.