فأخذت حجرا فكسرته وجشرته فانذلق لي، فأتيت الشجرتين، فقطعت من كلّ واحدة منهما غصنا، ثم أقبلت أجرّهما، حتى إذا قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري، ثم لحقت فقلت: قد فعلت يا رسول الله فعمّ ذاك؟ قال: إنّي مررت بقبرين يعذّبان، فأحببت بشفاعتي أن يرفّه عنهما ما دام الغصنان رطبين.
ثم ذكر حديثا طويلا، وفيه إعواز النّاس الماء، وأنّه أتاه بيسير ماء فوضع يده فيه في قصة، قال: فرأيت الماء يتفوّر من بين أصابعه، فاستقى منه النّاس حتى رووا. أخرجه مسلم.
وقال الأعمش وغيره، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: بينما نحن في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ حضرت الصّلاة، وليس معنا ماء إلاّ يسير، فدعا بماء، فصبّه في صحفة، ووضع كفّه فيه، فجعل الماء يتفجّر من بين أصابعه، فأقبل النّاس فتوضّؤوا وشربوا، قال الأعمش: فحدّثت به سالم بن أبي الجعد فقال: حدّثنيه جابر، فقلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: خمس عشرة مائة. أخرجه البخاري.
وقال عمرو بن مرّة، وحصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصابنا عطش، فجهشنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع يده في تور من ماء، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه كأنّه العيون، فقال: خذوا باسم الله، فشربنا فوسعنا وكفانا، ولو كنّا مائة ألف لكفانا، قلت: كم كنتم؟ قال: ألفا وخمسمائة. صحيح.
وقال حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن أبي رافع، عن عمر بن الخطّاب، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على الحجون لمّا آذاه المشركون، فقال: اللهمّ أرني اليوم آية لا أبالي من كذّبني بعدها، قال: فأمر فنادى شجرة،