، فقالت الحنابلة: معناه يقعده الله على عرشه كما فسره مجاهد. وقال غيرهم من العلماء: بل هي الشفاعة العظمى كما صح في الحديث. ودام الخصام والشتم واقتتلوا، حتى قتل جماعة كبيرة. نقله الملك المؤيد، رحمه الله.
وقال المراغي: حدثني أبو عبد الله بن محرم، وكان رسول المقتدر إلى القرمطي، قال: سألت القرمطي بعد مناظرات جرت بيني وبينه في استحلاله ما استحل من الدماء وعن الحجر الأسود. فأمر بإحضاره، فأحضر في سفط مبطن بديباج. فلما برز لي كبرت وقلت إيماناً وتصديقاً: هذا هو الحجر بلا ريب. قال: ورأيتهم من تعظيمه وتنزيهه وتشريفه والتبريك به على حالة كبيرة.
وفيها: خالف نصر بن أحمد بن إسماعيل أمير خراسان إخوته أبو إسحاق، وأبو زكريا، وأبو صالح، فأعمل الحيلة حتى عادوا إلى طاعته ووانسهم ثم سقى الأكبر سماً في كوز فقاعٍ فمات، وحبس الآخرين فهرب أحدهما إلى الري واستأمن إلى مرداوين فأكرمه، وخنق نصر الآخر.
وأما ما كان من خبر الحجاج فإنه قتل من قتل منهم بمكة، ولم يتم لهم حج. وتجمع من بقي وتوصلوا إلى مصر، ولم يفلح أبو طاهر القرمطي بعدها، وتقطع جسده بالجدري.
ومن شعره:
أغركم مني رجوعي إلى هجر فعما قليل سوف يأتيكم الخبر إذا طلع المريخ من أرض بابلٍ وقارنه كيوان فالحذر الحذر فمن مبلغ أهل العراق رسالةً بأني أنا المرهوب في البدو والحضر أنا صاحب الأنبار يوم ديارها ويوم عقرقوفا فمن منكم حضر فوالله لولا التغلبي ورأيه لغادركم أمثال نخل قد انعقر فذاك أبو الهيجاء أشجع من مشى على الأرض أو لاث العمائم واعتجر وأصبح هذا الناس كالشاء ما لهم زعيم ولا فيهم لأنفسهم نظر فيا ويلهم من وقعةٍ بعد وقعةٍ يساقون سوق الشاء للذبح والبقر سأضرب خيلي نحو مصر وبرقةٍ إلى قيروان الترك والروم والخزر