قال الحاكم: حدثنا أبو أحمد بن أبي الحسن، قال: أرسلني ابن خزيمة إلى أبي العباس السراج، فقال: قل له أمسك عن ذكر أبي حنيفة وأصحابه، فإن أهل البلد قد شوشوا، فأديت الرسالة له فزبرني.
قال أبو سهل الصعلوكي: كنا نقول: السراج كالسراج.
قال الحاكم: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: لما وقع من أمر الكلابية ما وقع بنيسابور، كان السراج يمتحن أولاد الناس، فلا يحدث أولاد الكلابية، فأقامني في المجلس مرة، فقال: قل: أنا أبرأ إلى الله من الكلابية. فقلت: إن قلت هذا لا يطعمني أبي الخبز. فضحك وقال: دعوا هذا.
قال أبو زكريا العنبري: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول للسراج: لو دخلت على الأمير ونصحته، قال: فجاء وعنده أبو عمرو، فقال: هذا شيخنا وأكبرنا، وقد حضر لينتفع الأمير بكلامه، فقال السراج: أيها الأمير، إن الإقامة كانت فرادى، وهي كذا بالحرمين وفي جامعنا مثنى مثنى، وإن الدين خرج من الحرمين، فإن رأيت أن تأمر بالإفراد، قال: فخجل الأمير وأبو عمرو والجماعة، إذ كانوا قصدوه في أمر البلد، فلما خرج عاتبوه، فقال: استحييت من الله أن أسأل أمر الدنيا وأدع أمر الدين.
وقال أبو عبد الله بن الأخرم: استعان بي السراج في التخريج على صحيح مسلم، فكنت أتحير من كثرة حديثه وحسن أصوله، وكان إذا وجد حديثاً عالياً في الباب يقول: لا بد من أن تكتب هذا، فأقول: ليس من شرط صاحبنا، فيقول: فشفعني في هذا الحديث الواحد.
وقال أبو عمرو بن نجيد: رأيت السراج يركب حماره، وعباس المستملي بين يديه، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يقول: يا عباس غير كذا، اكسر كذا.
وقال الحاكم: سمعت أبي يقول: لما ورد الزعفراني وأظهر خلق القرآن سمعت السراج غير مرة إذا مر بالسوق يقول: العنوا الزعفراني، فيضج الناس بلعنه، حتى ضيق عليه نيسابور، وخرج إلى بخارى.