قال أبو بكر الخطيب: قد كان ابن صاعد ذا محل من العلم، وله تصانيف في السنن والأحكام، ولعله لم يجب المرأة ورعاً، فإن المسألة فيها خلاف.
توفي في ذي القعدة.
قلت: وله كلام متين في الجرح والتعديل والعلل، يدل على تبحره وسعة علمه، وحديثه عند ابن اللتي في غاية العلو، وقد أنبأنا المسلم بن محمد، عن القاسم بن علي قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا ابن الأبنوسي، قال: أخبرنا عيسى ابن الوزير قال: أخبرنا البغوي قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد رجل من أصحابنا ثقة، قال: حدثنا الحسن بن مدرك قال: حدثنا يحيى بن حماد، عن أبي عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن قال: دخلت على أسير، رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يأتيك من الحياء إلا خير».
وقد حدث ابن صاعد مرة بحديث استغربوه، قال ابن المظفر: ثم وجدناه عند حسين الصفار، فجئت ابن صاعد أعدو أبشره، فقال: يا صبي، أنا أحتاج إلى متابعة الصفار؟ فخجلت وقمت.
وقال أبو علي النيسابوري الحافظ: سمعت ابن صاعد يقول: كنت أسمع مشايخنا يتجنبون أحاديث الضعفاء وأصحاب الأهواء، ويقولون: إنا إذا أجلسنا الأخيار مجالس الصيادلة، وجلسنا مجالس النقاد، ودللنا على موضع الثقة والاعتماد، وهجرنا المغموز ودللنا على عواره، وكشفنا عن قناعه، كنا في ذلك كمن قمع المبتدعة وأحيى السنة.