تحفظ كم أملى الشيخ. قال: لا. قال: أملى ثمانية عشر حديثاً، الحديث الأول عن فلان عن فلان ومتنه كذا، والحديث الثاني عن فلان عن فلان، ومتنه كذا، ثم مر في ذلك حتى أتى على الأحاديث، فتعجب الناس منه، أو كما قال.
وقال رجاء بن محمد المعدل: قلت للدارقطني: رأيت مثل نفسك؟ فقال: قال الله تعالى: فلا تزكوا أنفسكم فألححت عليه، فقال: لم أر أحداً جمع ما جمعت.
وقال أبو ذر عبد بن أحمد: قلت للحاكم ابن البيع: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم ير مثل نفسه، فكيف أنا؟ رواها الخطيب في تاريخه عن أبي الوليد الباجي، عن أبي ذر، فهذا من رواية الكبار عن الصغار.
وكان عبد الغني المصري إذا حكى عن الدارقطني يقول: قال أستاذي.
وقال الخطيب: سمعت أبا الطيب الطبري يقول: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث.
وقال الخطيب: قال لي الأزهري: كان الدارقطني ذكياً، إذا ذكر شيئاً من العلم أي نوع كان وجد عنده منه نصيب وافر. ولقد حدثني محمد بن طلحة النعالي أنه حضر مع الدارقطني دعوة، فجرى ذكر الأكلة، فاندفع الدارقطني يورد أخبار الأكلة ونوادرهم، حتى قطع أكثر ليلته بذلك.
وقال الأزهري: رأيت الدارقطني أجاب ابن أبي الفوارس عن علة حديث أو اسم، ثم قال له: يا أبا الفتح ليس بين الشرق والغرب من يعرف هذا غيري.
وقال البرقاني: كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه.
قلت: وهذا شيء مدهش كونه كان يملي العلل من حفظه، فمن