للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شعيب، عن أبيه، عن جدّه قال: حمل برسول الله في عاشوراء المحرّم، وولد يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان سنة ثلاث وعشرين من غزوة أصحاب الفيل. وهذا حديث ساقط كما ترى.

وأوهى منه ما يروى عن الكلبيّ - وهو متّهم ساقط - عن أبي صالح باذام، عن ابن عبّاس قال: ولد رسول الله قبل الفيل بخمس عشرة سنة. قد تقدّم ما يبيّن كذب هذا القول عن ابن عبّاس بإسناد صحيح.

قال خليفة بن خيّاط (١): المجتمع عليه أنه ولد عام الفيل.

وقال الزّبير بن بكّار: حدثنا محمد بن حسن، عن عبد السّلام بن عبد الله، عن معروف بن خربوذ وغيره من أهل العلم، قالوا: ولد رسول الله عام الفيل، وسمّيت قريش آل الله وعظمت في العرب، ولد لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول وقيل: من رمضان يوم الاثنين حين طلع الفجر.

وقال أبو قتادة الأنصاريّ: سأل أعرابيّ رسول الله فقال: ما تقول في صوم يوم الاثنين؟ قال: ذاك يوم ولدت فيه، وفيه أوحي إليّ. أخرجه مسلم (٢).

وقال عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عن الزّهري، عن سعيد بن المسيّب وغيره، أنّ رسول الله ولد في ليلة الاثنين من ربيع الأول عند ابهرار النّهار.

وروى ابن إسحاق قال: حدّثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال: حدّثني من شئت من رجال قومي، عن حسّان بن ثابت، قال: إني - والله - لغلام يفعة، إذ سمعت يهوديا وهو على أطمه (٣) بيثرب يصرخ: يا معشر يهود، فلما اجتمعوا إليه قالوا: ويلك ما لك؟ قال: طلع نجم أحمد الذي يبعث به


(١) تاريخه ٥٣.
(٢) مسلم ٣/ ١٦٧ و ١٦٨.
(٣) أي: حصن.