للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

، فلمّا كان العام المقبل، وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا، فلقوا رسول الله بالعقبة، وهي العقبة الأولى، فبايعوا رسول الله على بيعة النّساء، وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب، وهم أسعد بن زرارة، وعوف ومعوّذ ابنا الحارث وهما ابنا عفراء، وذكوان بن عبد قيس، ورافع بن مالك، وعبادة بن الصّامت، ويزيد بن ثعلبة البلويّ، وعبّاس بن عبادة بن نضلة، وقطبة بن عامر، وعقبة بن عامر، وهم من الخزرج، وأبو الهيثم بن التّيهان، وعويم بن ساعدة، وهما من الأوس.

وقال يونس وجماعة، عن ابن إسحاق (١): حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن أبي عبد الله الصّنابحيّ عبد الرحمن بن عسيلة، قال: حدّثني عبادة بن الصّامت قال: بايعنا رسول الله ليلة العقبة الأولى، ونحن اثنا عشر رجلا، فبايعناه بيعة النساء، على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف، وذلك قبل أن تفترض الحرب، فإن وفيتم بذلك فلكم الجنّة، وإن غشيتم شيئا فأمركم إلى الله، إن شاء غفر، وإن شاء عذّب.

أخرجاه (٢) عن قتيبة، عن اللّيث، عن يزيد بن أبي حبيب. أخبرنا الخضر بن عبد الرحمن، وإسماعيل بن أبي عمرو قالا: أخبرنا الحسن بن عليّ بن الحسين بن الحسن بن البنّ، قال: أخبرنا جدّي أبو القاسم الحسين، قال: أخبرنا أبو القاسم عليّ بن محمد بن عليّ بن أبي العلاء سنة تسع وسبعين وأربعمائة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان المعدّل، قال: أخبرنا عليّ بن يعقوب، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم القرشيّ، قال: أخبرنا محمد بن عائذ، قال: أخبرني إسماعيل بن عيّاش، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن عبادة بن الصّامت قال: بايعنا رسول الله على السّمع والطّاعة في النشاط والكسل، وعلى


(١) ابن هشام ١/ ٤٣٣، ودلائل النبوة ٢/ ٤٣٦.
(٢) البخاري ٥/ ٧٠ و ٩/ ٤، ومسلم ٥/ ١٢٧.