للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عاصم عن زرّ، عن عبد الله قال: كنت غلاما يافعا في غنم لعقبة بن أبي معيط أرعاها، فأتى عليّ رسول الله ومعه أبو بكر فقال: يا غلام هل عندك لبن؟ قلت: نعم ولكن مؤتمن، قال: فائتني بشاة لم ينز عليها الفحل، فأتيته بعناق جذعة، فاعتقلها رسول الله ، ثمّ دعا ومسح ضرعها حتى أنزلت، فاحتلب في صحفة، وسقى أبا بكر، وشرب بعده، ثم قال للضرع: اقلص، فقلص فعاد كما كان، ثم أتيت رسول الله فقلت: علّمني من هذا القول، فمسح رأسي وقال: إنّك غلام معلّم، فأخذت عنه سبعين سورة ما نازعنيها بشر. إسناده حسن قويّ (١).

مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله ضعيفا، أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم، فأخرجت أقراصا من شعير، ثم أخذت خمارا لها فلفّته فيه، ودسّته تحت ثوبي، وأرسلتني إلى رسول الله ، فوجدته جالسا في المسجد ومعه النّاس، فقمت عليهم فقال رسول الله : أرسلك أبو طلحة؟ قلت: نعم فقال لمن معه: قوموا قال: فانطلق وانطلقت بين أيديهم، حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال: يا أمّ سليم قد جاء رسول الله وليس عندنا ما نطعمهم، فقالت: الله ورسوله أعلم، قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله ، فأقبل معه حتى دخل، فقال رسول الله : هلمّي ما عندك يا أمّ سليم، فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله ففتّ، وعصرت عليه أمّ سليم عكّة لها فأدمته، ثم قال فيه رسول الله ما شاء الله أن يقول، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: ائذن لعشرة، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، فأكل القوم وشبعوا، وهم سبعون أو ثمانون رجلا. متّفق عليه (٢). وقد مرّ مثل هذا في غزوة الخندق من حديث جابر.

وقال سليمان التّيميّ، عن أبي العلاء، عن سمرة بن جندب، أنّ رسول الله أتي بقصعة، فيها طعام، فتعاقبوها إلى الظّهر منذ غدوه، يقوم قوم


(١) دلائل النبوة ٦/ ٨٤ - ٨٥.
(٢) البخاري ٤/ ٢٣٤ - ٢٣٥، ومسلم ٦/ ١١٢، ودلائل النبوة ٦/ ٨٨ - ٨٩.