قال أبو داود: لم يشهد أبو ذر بدرا، وإنما ألحقه عمر مع القراء، وكان يوازي ابن مسعود في العلم والفضل، وكان زاهدا أمارا بالمعروف، لا تأخذه في الله لومة لائم.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر. حسنه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو.
وعن علي رضي الله عنه، وسئل عن أبي ذر فقال: وعى علما عجز الناس عنه، ثم أوكى عليه، فلم يخرج منه شيئا.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر إني أراك ضعيفا، وإني أحب لك ما أحب لنفسي فلا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال يتيم.
وقال أبو غسان النهدي: حدثنا مسعود بن سعد، عن الحسن بن عبيد الله، عن رياح بن الحارث، عن ثعلبة، أن عليا قال: لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر ولا نفسي، ثم ضرب بيده على صدره.
وقال بريدة بن سفيان، عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن مسعود قال: لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، جعل لا يزال يتخلف الرجل، فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان، فيقول: دعوه فإن يكن فيه خير فسيلحقه الله بكم، حتى قيل: يا رسول الله، تخلف أبو ذر، فقال ماكان يقوله، فتلوم عليه بعيره، فلما أبطأ عليه أخذ أبو ذر متاعه فجعله على ظهره، ثم خرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشيا، ونظر ناظر من المسلمين، فقال: إن هذا لرجل يمشي على الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن أبا ذر، فلما تأمله القوم قالوا: يا رسول الله، هو والله أبو ذر، فقال: يرحم الله أبا ذر يمشي وحده، ويموت وحده، ويحشر وحده، فضرب الدهر من