للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه (١) فلا يوجد فيه شيء، ثمّ ينظر إلى نضّيّه (٢) فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه (٣) فلا يوجد فيه شيء آيتهم رجل أدعج إحدى يديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر. قال أبو سعيد: أشهد لسمعت هذا من رسول الله ، وأشهد أنّي كنت مع علي حين قتلهم، فالتمس في القتلى وأتيّ به على النّعت الذي نعت رسول الله . أخرجه البخاريّ (٤).

وقال أيّوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة قال: ذكر علي أهل النّهروان فقال: فيهم رجل مودن اليد أو مثدون اليد أو مخدج اليد، لولا أن تبطروا لنبّأتكم بما وعد الله الذين يقاتلونهم على لسان محمد قلت: أنت سمعت هذا؟ قال: إي وربّ الكعبة. رواه مسلم (٥).

وقال حمّاد بن زيد، عن جميل بن مرّة، عن أبي الوضيّ السّحيميّ قال: كنّا مع عليّ بالنهروان، فقال لنا: التمسوا المخدج، فالتمسوه فلم يجدوه، فأتوه فقال: ارجعوا فالتمسوا المخدج، فوالله ما كذبت ولا كذبت، حتى قال ذلك مرارا، فرجعوا فقالوا: قد وجدناه تحت القتلى في الطّين فكأنّي أنظر إليه حبشيّا، له ثدي كثدي المرأة، عليه شعيرات كشّعيرات التي على ذنب اليربوع، فسرّ بذلك عليّ. رواه أبو داود الطّيالسيّ في مسنده (٦).

وقال شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب قال: جاء رأس الخوارج إلى عليّ، فقال له: اتق الله فإنّك ميّت، فقال: لا والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، ولكنّي مقتول من ضربة على هذه تخضب هذه - وأشار بيده إلى لحيته - عهد معهود وقضاء مقضيّ، وقد خاب من افترى (٧).


(١) الرصاف: عقب يُلوى على مدخل النصل فيه.
(٢) أي: نصل السهم.
(٣) القذذ: آذان السهم.
(٤) البخاري ٤/ ٢٤٣ و ٦/ ٢٤٣ - ٢٤٤ و ٨/ ٤٧ و ٩/ ١٥٥ و ١٩٨، ودلائل النبوة ٦/ ٤٢٧ - ٤٢٨.
(٥) مسلم ٣/ ١١٥، ودلائل النبوة ٦/ ٤٣١.
(٦) الطيالسي (١٦٩)، ودلائل النبوة ٦/ ٤٣٣.
(٧) دلائل النبوة ٦/ ٤٣٨ - ٤٣٩.