للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجدناه بعد ذلك يعنى دائمًا بأخبار الجهاد في سبيلِ الله سواء أكان ذلك بالفتح أم برد المعتدين عن ديار الإسلام، فأورد من أخبار الجهاد الكثير وفصَّل فيه بما سمح له منهجه، فذكر من أخبار فتوحات الأمويين شيئًا كثيرًا بالنسبة لما تضمنه كتابه من حوادث هذه الفترة، كما عُني بذكر العلاقات الإسلامية البيزنطية على مدى التاريخ وأولاها اهتمامًا واضحًا (١)، ولعل من أبرز ذلك ذكره لتفاصيل الحروب التي خاضها الحمدانيون مع البيزنطيين (٢). كما اهتم اهتمامًا كبيرًا بذكر المعارك العديدة التي خاضها المسلمون ضد الصليبيين على - مدى عصور التاريخ الإسلامي (٣)، وعني بظهور المغول وتحركاتهم وأخبارهم واستيلائهم على أجزاء واسعة من العالم الإسلامي، واهتم بذكر علاقاتهم بالشام ومصر (٤). ويظهر تقدير الذهبي لمثل هذه الأحداث في مدحه لأولئك الذين جاهدوا في سبيل الله وتحمسه الشديد عند ذكرهم، بل تفصيله في أفضالهم في هذا المجال بالرغم من ذكره الظلم الذي مارسوه نحو قوله في عهد الوليد بن عبد الملك: "وفتح الله على


(١) انظر مثلًا: ٨/ ٧ و ٨ - ١٠ و ١٣ - ١٤ (من طبعتنا).
(٢) نقل الذهبي كثيرًا من التفاصيل عن العلاقات البيزنطية الحمدانية من تاريخ ثابت بن سنان وغيره من المصادر المعروفة. ولكن الذي يبدو أكثر أهمية نقله الكثير من التاريخ الذي ذَيَّلَ به علي بن محمد الشمشاطي العدوي على تاريخ الطبري وأوصله إلى زمانه (انظر بصفة خاصة ٨/ ٧ - ١٠) وكان الشمشاطي على صلة وثيقة بالأسرة الحمدانية؛ إذ عمل مؤدبًا ونديمًا لهم فكان مُطَّلعًا على أخبارهم عارفًا باتصالاتهم. ومع أننا لم نقف على تاريخ وفاته إلا أن ابن النديم كان على صلة به وذكر أنه كان حيًا في عصره سنة ٣٧٧ هـ (الفهرست ص ٢٢٠) وانظر ترجمته وأخباره عند النجاشي: الرجال، ص ١٨٦، وياقوت: معجم الأدباء ٤/ ١٩٠٧ - ١٩٠٩، ومعجم البلدان ج ٣ ص ٣٢٠، وبروكلمان: الملحق، ج ١ ص ٢٥١ (بالألمانية) والزركلي: الأعلام، ج ٥ ص ١٤٣، وج ١٠ ص ١٥٤ وانظر أيضًا تعليق أمدروز على تجارب الأمم لمسكوية، ج ص ١٩٤ - ١٩٦، والسامر: الدولة الحمدانية، ج ٢ ص ١٨٢.
(٣) انظر مثلًا الورقة ٢ - ٤٥ (أيا صوفيا ٣٠١٠) والورقة ٢١٨، ٢٢٥، ٢٣٣، ٢٣٦، ٢٤٥، ٢٤٩ (أيا صوفيا ٣٠١١) والورقة ٢٣٤ - ٢٣٧، ٢٤٢، ٢٥٥، ٢٦١، ٢٦٤ - ٢٦٧ (أيا صوفيا ٣٠١٢).
(٤) انظر مثلًا الورقة ٢٢٤، ٢٢٩، ٢٣٩ - ٢٤٤، ٢٥١ (أيا صوفيا ٣٠١١) والورقة ٢٢٧، ٢٣٣، ٢٥٢ - ٢٥٤، ٢٥٥ (أيا صوفيا ٣٠١٢) وقلما تخلو الحوادث المذكورة في المجلدين الأخيرين من تاريخ الإسلام (أيا صوفيا ٣٠١٣، ٣٠١٤) المتضمنة لحوادث ٦٥١ - ٧٠٠ من ذكر للمغول وعلاقاتهم بمصر والشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>