للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلام فتوحًا عظيمة في دولة الوليد وعاد الجهاد شبيهًا بأيام عمر " (١)، وقوله في ترجمته: "وكان الوليد جبارًا ظالمًا لكنه أقام الجهاد في أيامه وفتحت في خلافته فتوحات عظيمة كما ذكرنا" (٢)، وقوله في ترجمة الظاهر بيبرس البندقداري المتوفى سنة ٦٧٦ هـ: "ولما سارت الجيوش المنصورة من مصر لحرب التتار كان هو طليعة الإسلام … وكان غازيًا مجاهدًا مرابطًا خليقًا للملك لولا ما كان فيه من الظلم، والله يرحمه ويغفر له ويسامحه؛ فإن له أيامًا بيضاء في الإسلام ومواقف مشهودة وفتوحات معدودة" (٣). وتحمَّس الذهبي للملك الناصر صلاح الدين الأيوبي وطوَّل في حروبه للصليبيين بحيث وضع عنوانًا في أثناء حوادث سنة ٥٨٣ هـ أطلق فيه على هذه السنة "سنة الفتوحات" وفصّل فيها على غير عادته إلى درجة استغراق هذا العنوان قرابة الثماني ورقات كبيرة (٤) وقال معلقًا على فتح بيت المقدس: "فالحمد لله على هذه النعم التي لا تحصى" (٥)، وقال في موضع آخر: "فرزقنا الله شكر هذه النعم ورحم صلاح الدين وأسكنه الجنة" (٦)، وقال عن حصار عكا بعد ذلك: "وكان السلطان يكون أول راكب وآخر نازل … ولعله وجبت له الجنة برباطه هذين العامين" (٧). ثم نتحسس تحمسه من الألفاظ التي يطلقها على أعداء الإسلام نحو قوله: "وتتابعت الأمداد من رومية الكبرى التي هي دار الطاغية الأعظم المعروف بالبابا لعنه الله" (٨)، وقوله في أحدهم: "طاغية الروم … وكان هذا الكلب" (٩)، و"ملك الفرنج لا " وقد صب اللعنة عليهم وأساء القول فيهم كلما ورد ذكر واحد منهم (١٠).


(١) تاريخ الإسلام ٢/ ١٠٢٤ (من طبعتنا).
(٢) ٢/ ١١٨٥ (من طبعتنا).
(٣) الورقة ٣٤ - ٣٥ (أيا صوفيا ٣٠١٤).
(٤) ١٢/ ٦٧٣ - ٦٨٢ (من طبعتنا).
(٥) ١٢/ ٦٧٩.
(٦) ١٢/ ٦٨١.
(٧) ١٢/ ٦٩٨، وانظر تقويمه لجهاد بعض الأمراء والملوك الورقة ٩٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٨) والورقة ٣٢٨ (أيا صوفيا ٣٠١٤).
(٨) الورقة ٢٣٢ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(٩) الورقة ١٧٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٧).
(١٠) ينظر كتابنا: الذهبي ومنهجه ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>