للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رأسه في ثوبه، وأعطاه إيّاه، فقسم منه على رجال. وقلّم أظفاره، فأعطاه صاحبه، قال: فإنّه لمخضوب عندنا بالحنّاء والكتم، يعني: الشّعر. هذا خبر مرسل.

وقال شريك، ن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان شيب رسول الله نحوا من عشرين شعرة، رواه يحيى بن آدم، عنه (١).

وقال جعفر بن برقان: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل قال: قدم أنس بن مالك المدينة، وعمر بن عبد العزيز وال عليها، فبعث إليه عمر، وقال للرسول: سله هل خضب رسول الله ، فإنّي قد رأيت شعرا من شعره قد لوّن؟ فقال أنس: إنّ رسول الله كان قد متّع بالسّواد، ولو عددت ما أقبل عليّ من شيبه في رأسه ولحيته، ما كنت أزيدهنّ على إحدى عشرة شيبة، وإنّما هذا الذي لوّن من الطّيب الذي كان يطيّب به شعر رسول الله وهو الذي غير لونه (٢).

وقال أبو حمزة السّكريّ، عن عبد الملك بن عمير، عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة قال: أتيت النّبيّ وعليه بردان أخضران، وله شعر قد علاه الشّيب، وشيبه أحمر مخضوب بالحنّاء (٣).

وقال أبو نعيم: حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال: حدّثني أبي، عن أبي رمثة، قال: انطلقت مع أبي نحو رسول الله فلمّا رأيته قال لي: هل تدري من هذا؟ قلت: لا، قال: إنّ هذا رسول الله فاقشعررت حين قال ذلك، وكنت أظنّ رسول الله شيئا لا يشبه النّاس، فإذا هو بشر ذو وفرة بها ردع (٤) من حنّاء، وعليه بردان أخضران.

وقال عمرو بن محمد العنقزي: أخبرنا ابن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ كان يلبس النّعال السّبتية (٥)، ويصفّر لحيته بالورس والزّعفران.


(١) طبقات ابن سعد ١/ ٤٣٢، ودلائل النبوة ١/ ٢٣٩.
(٢) دلائل النبوة ١/ ٢٣٩.
(٣) دلائل النبوة ١/ ٢٣٧.
(٤) والرَّدْع: الصِّبْغُ.
(٥) أي: التي لا شعر لها، وهي من جلود الباقر المدبوغة.