وقال ابن سيرين: كان مع عثمان يومئذ في الدار سبع مائة، لو يدعهم لضربوهم حتى يخرجوهم من أقطارها.
وروي أن الحسن بن علي ما راح حتى جرح.
وقال عبد الله بن الزبير: قلت لعثمان: قاتلهم، فوالله لقد أحل الله لك قتالهم، فقال: لا أقاتلهم أبدا، فدخلوا عليه وهو صائم، وقد كان عثمان أمر ابن الزبير على الدار، وقال: أطيعوا عبد الله بن الزبير.
وقال ابن سيرين: جاء زيد بن ثابت في ثلاث مائة من الأنصار، فدخل على عثمان، فقال: هذه الأنصار بالباب، فقال: أما القتال فلا.
وقال أبو صالح، عن أبي هريرة قال: دخلت على عثمان يوم الدار، فقلت: طاب الضرب، فقال: أيسرك أن يقتل الناس جميعا وأنا معهم؟ قلت: لا، قال فإنك إن قتلت رجلا واحدا، فكأنما قتلت الناس جميعا، فانصرفت ولم أقاتل.
وعن أبي عون مولى المسور قال: ما زال المصريون كافين عن القتال، حتى قدمت أمداد العراق من عند ابن عامر، وأمداد ابن أبي سرح من مصر، فقالوا: نعاجله قبل أن تقدم الأمداد.
وعن مسلم أبي سعيد قال: أعتق عثمان عشرين مملوكا، ثم دعا بسراويل، فشدها عليه، ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، وقال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة، وأبا بكر، وعمر، فقال: اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم نشر المصحف بين يديه، فقتل وهو بين يديه.
وقال ابن عون، عن الحسن: أنبأني وثاب مولى عثمان قال: جاء رويجل كأنه ذئب، فاطلع من باب، ثم رجع، فجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا، فدخل حتى انتهى إلى عثمان، فأخذ بلحيته، فقال بها حتى سمعت وقع أضراسه، فقال: ما أغنى عنك معاوية، ما أغنى عنك ابن عامر، ما أغنت عنك كتبك، فقال: أرسل لحيتي يا ابن أخي، قال: فأنا رأيته استعدى رجلا من القوم عليه يعينه، فقام إلى عثمان بمشقص، حتى وجأ به في رأسه ثم تعاوروا عليه حتى قتلوه.