أيها الساقي إليك المشتكى قد دعوناك وإن لم تسمعِ ونديم همتُ في غرته وشربتُ الراح من راحته كلما استيقظ من سكرته جذب الزِّقَّ إليه واتكا وسقاني أربعًا في أربع غُصْنُ بان من حيث استوى بات من يهواه من فرط الجوى خفق الأحشاء مرهون القوى كلما فكر في البين بكا ما لهُ يبكي بما لم يقع ليس لي صبر ولا لي جلدُ يا لقومي عذلوا واجتهدوا أنكروا شكواي مما أجدُ مثل حالي حقه أن يشتكى كمد اليأس وذلّ الطمعِ ما لعيني عَشِيَتْ بالنَّظر أنكرت بعدك ضوء القمرِ وإذا ما شئتَ فاسمع خبري شقيت عيناي من طول البكا وبكى بعضي على بعضي معي
وإليه انتهت الرياسة بإشبيلية، وكان لا يعدله أحدٌ في الحظوة عند السلاطين. وكان سمحًا، جوادًا، نفاعًا بماله وجاهه، ممدحًا، ولا أعرف له رواية. قاله الأبار.
وقد أخذ عنه الأستاذ أبو علي الشلوبين، وأبو الخطاب بن دحية.