للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجللهم رسول الله بكساء وقال: اللهم، هؤلاء أهل بيتي.

وأخرج الترمذي (١) من حديث عائشة أنها قيل لها: أي الناس كان أحب إلى رسول الله ؟ قالت: فاطمة من قبل النساء، ومن الرجال زوجها، وإن كان ما علمت صواما قواما (٢).

وفي الترمذي (٣) عن زيد أرقم أن رسول الله قال لعلي وفاطمة وابنيهما: أنا حرب لمن حاربتم، سلم لمن سالمتم (٤).

وقد أخبرها أبوها أنها سيدة نساء هذه الأمة في مرضه كما تقدم.

وخلفت من الأولاد: الحسن، والحسين، وزينب، وأم كلثوم. فأما زينب فتزوجها عبد الله بن جعفر، فتوفيت عنده وولدت له عونا وعليا.

وأما أم كلثوم فتزوجها عمر، فولدت له زيدا، ثم تزوجها بعد قتل عمر عون بن جعفر فمات. ثم تزوجها أخوه محمد بن جعفر، فولدت له نبتة (٥). ثم تزوج بها أخوهما عبد الله بن جعفر، فماتت عنده. قاله الزهري.

وقال الأعمش عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري قال: قال علي


= هناك من الأقوال ما يشير إلى أن آل علي وآل عقيل وال جعفر وآل العباسي آل البيت وهم الذين حرموا الصدقة، كما في حديث زيد بن أرقم في صحيح مسلم. وأما حديث الكساء فهو يدل على أن فاطمة وزوجها وبنيها من أهل البيت أيضًا، والسنة متممة للقرآن الكريم.
(١) الترمذي (٣٨٧٤).
(٢) هذا حديث ضعيف، لضعف جميع بن عمير الذي رواه عن عائشة، فقد قال البخاري: فيه نظر، وقال ابن نمير: من أكذب الناس. وقد سبر ابن عدي في "الكامل" أحاديثه فقال: وما قاله البخاري كما قاله، في أحاديثه نظر، وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد. وذكره ابن حبان في "المجروحين"، وقال: كان رافضيا يضع الحديث (انظر كتابنا: تحرير أحكام التقريب).
(٣) الترمذي (٣٨٧٠).
(٤) وأخرجه ابن ماجة (١٤٥)، وهناك خَرّجاه وتكلمنا على إسناده، وبيّنا ضعفه، فراجعه إن شئت استزادة.
(٥) هكذا مجودة بخط المؤلف، ووقع في السير ٣/ ٥٠٢: "بثنة" وهو تصحيف.