للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطريقة المنذري هذه لم تكن لتلائم الذهبي في تنظيمه الذي قام على أساس ترتيب الأسماء ترتيبًا معجميًا لأنها تؤدي إلى الاضطراب في ترتيب الأسماء.

وتأتي بعد ذلك النسبة، حيث يبدأ المؤلف أولًا بذكر نسبة المترجم إلى القبيلة وفروعها إنْ وُجدَتْ ويُسلسلُ ذلك من الأعَمِّ إلى الأخصِّ نحو قوله عن المترجم الذي ينتسب إلى أبي بكر الصديق : "القرشي التيمي البكري" (١)، لأن قريشًا تتكون من عدة عشائر فهو أعم من أن يكون تيميًا، والتيمي أعم من أن يكون من ولد أبي بكر ومثل هذا قوله عن الذي ينتمي إلى الخليفة المأمون: "الهاشمي المأموني" (٢)، وعن الذي ينتسب إلى حاتم الطائي. "الطائي الحاتمي" (٣)، وهكذا نحو قوله: "الحميري الكلاعي" (٤)، و"الأنصاري السعدي العبادي" (٥). ثم يذكر بعد ذلك نسبته إلى المدينة أو البلدة التي ينتسب إليها، وهو يسلسل ذلك من الأعم إلى الأخص أيضًا نحو قوله: "البغدادي الحريمي الطاهري" (٦)، فالبغدادي أعم من أن يكون من أهل الحريم الطاهري المحلة المشهورة ببغداد. ويعنى الذهبي بذكر البلدة التي جاء منها المترجم أو التي كان أحد أجداده ينتسب إليها، ويثني بالتي ولد بها، فالتي نشأ وسكن بها، وينتهي بذكر التي توفي بها حسب ما يتوفر له في الترجمة الواحدة، فإذا ما توفر كل ذلك أو بعضه في ترجمة واحدة ذكره نحو قوله: "الكناني العسقلاني الأصل التنيسي المولد المصري المنشأ" (٧). وتأتي بعد هذه النسبة إلى المذهب نحو: "الشافعي"، و"الحنفي"، و"الحنبلي"، و"المالكي"، و"الزيدي"، و"الظاهري"، فإذا ما غير المترجم مذهبه ذكر له نسبته إلى مذهبه القديم ثم إلى مذهبه الجديد. ويورد بعد ذلك نسبته إلى العلم أو الحرفة أو الصنعة. وإذا ما اشتهر الرجل بأكثر من


(١) الورقة ٣٨، ١٢٣، ١٤٥ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(٢) الورقة ١٤١ (أيا صوفيا ٣٠١٢).
(٣) الورقة ٢٠٠ من النسخة السابقة.
(٤) الورقة ١٤٧ من النسخة السابقة.
(٥) الورقة ١٤٩ من النسخة السابقة.
(٦) الورقة ١٦١ من النسخة السابقة.
(٧) الورقة ١٧٧ (أيا صوفيا ٣٠١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>