وقال غيره: فلما قرب الناصر من دمشق أرسل النائب جمال الدين ابن يغمور والقيمرية إلى عزتا، فأخرجوا ابن الملك العزيز إلى دمشق واحترموه، وأسكنوه دار فرخشاه. ونزل الملك الناصر بالقصير، ثم انتقل إلى داريا، وزحفوا على دمشق في ثامن ربيع الآخر عند باب الصغير، وكان مسلماً إلى ضياء الدين القيمري. ومن عند باب الجابية، وكان مسلماً إلى ناصر الدين القيمري.
فلما وصلوا إلى البابين كسرت لهم الأقفال من داخل، وفتحت لهم الأبواب فدخلوا، ونهبت دار جمال الدين ابن يغمور وسيف الدين المشد ودور عسكر دمشق، وأُخذت خيولهم وأمتعتهم. ودخل ابن يغمور القلعة ثم نودي بالأمان، ودخل الملك الناصر يوسف القلعة.
وكان الملك الناصر داود ابن المعظم نازلاً بالعقيبة، فجاءه ابن الملك العزيز الذي كان محبوساً بعزتا فبات عنده، ثم قام بليل فساق إلى الصبيبة، وكان بها خادم له قد كاتبه، ففتح له الخادم بابها فدخل وتسلمها. وأما الملك الناصر فتسلم بعلبك وصرخد.
ثم تمرض السلطان الناصر وخرج إلى المزة، فبعث ناصر الدين القيمري ونظام الدين ابن المولى الحلبي إلى الناصر داود، وكان نازلاً بالقابون، فحضر معهما إلى السلطان فقبض عليه، ثم بعث به إلى قلعة حمص فاعتقله بها، وأنزل حرمه وأولاده بالخانقاه الشبلية عند ثورا.
قال سعد الدين: في ربيع الآخر أراد جماعة من البحرية الفتك بعز الدين التركماني، فمسك منهم قوماً، وحلف الأمراء مرة أخرى. وفي هذين الشهرين كل يوم يتزوج اثنين ثلاثة من البحرية، والمماليك تزوجهم الست بجواري القلعة، وأخرجت معهم نعماً عظيمة.
ثم مسكوا أمراء الأكراد سيف الدين القيمري، وجمال الدين هارون، والشرف الشيزري، والعز القيمري، وعلاء الدين ابن الشهاب، والحسام ابن القبيسي، وقطب الدين قرابة صاحب آمد، وقطب الدين صاحب السويداء، وناصر الدين التبنيني، وشرف الدين ابن المعتمد الذي كان والي قلعة دمشق، وشمس الدين ابن بكا الذي كان ولي دمشق، والشجاع الحاجب.
ثم في الثامن والعشرين منه تسلطن عز الدين أيبك وركب بأُبهة الملك، ثم في ثاني جمادى الأولى استقال منها، وحلف العسكر