وكلما لاح معنى من جمالهم لبّاه شوق إلى معناه منتسبُ أظل دهري ولي من حبهم طربٌ ومن أليم اشتياقي نحوهم حربُ فالقلب يا صاح مني بين ذاك وذا قلبٌ كمعروف شمس الدين منتهبُ إن الحديث شجون فاستمع عجباً حديث ذا الخبر حسناً كله عجبُ بحر محيط بعلم الدين ذو لجج أمواجه بذكاء الُحسن تنتهبُ خليفة الحكم والحكام سائرهم دون الخليفة هذا الفخر والحسبُ ينأى علواً ويدنيه تواضعه والشمس للنَّفع تنأى ثم تقتربُ زاكي الأصول له بيت علا ونمى وطاب لا صخبٌ فيه ولا نصبُ إليه ترتفع الأبصار خاشعةً مهيبةً وهو للأحكام منتصبُ مولاي أوصافك الحسنى قد اشتهرت فينا تسير بها الأشعار والخطبُ وما ذكرت غريباً بالثناء على علياك لكنها العادات والدربُ وليس لي عادةٌ بالمدح سابقة ما كنت قطُّ بهذا الفن أكتسبُ حسبي قبولٌ وإقبالٌ منحتهما منك ابتداؤهما من خير ما تهبُ وإن شعري لا يسوى السّماع بلى بالقصد أعمالنا تُلغى وتحتسبُ فإن أقصر فجهدي قد بذلت لكم وباذلُ الجهد قد أدى الذي يجبُ وما تجاسر يقضي بالمديح سُدى ما من عبيدك إلا من له أدبُ لكن تفاصيل أبياتي التي سُرقت مني هو الإذن من مولاي والسببُ وكنت أحجمت إجلالاً فأقدم بي أمرٌ مطاعٌ وعفوٌ منك مرتقبُ وقد أتيتك بالأبيات ملحقةً بأختها ليبين الصدق والكذبُ إذا تناسبت الأوصاف بينهما فاحكم هُديت بما قد تشهد النِّسبُ ولي شهودٌ من المولى فراستهُ ونور إيمانه والفضلُ والأدبُ والله إني محبٌ فيك معتقدٌ محبتي قربة من دونها القربُ وكيف لا وهي تنشئ بيننا نسباً إن المودة في أهل النُّهى نسبُ لا زلت في نعمةٍ غراء سابغةٍ تستوجب الفوز في الأخرى وتعتقبُ ومن شعره وكتب به إلى والده تقي الدين إلى الصعيد: دوام الصد صيّرني بعيداً وبعدُ الدار حسّن لي الصُّدودا