للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيبة من يناسب صيَّرتني بحضرة من ينافيني وحيدا أظنّ الطَّرف لما غبتُ عنه وقد ذكروا تيمُّمك الصّعيدا توهّم أن ذاك لفقد ماءٍ فأجرى دمعه بحراً مديداً وحقّك با بخيلاً بالتلاقي لقد علّمت طرفي أن يجودا وإني ميتٌ بالبين حيٌ لأني قد قُتلت به شهيدا وله من قصيدة: خذ من حديث أنيني المتواتر ندب الفؤاد بما تجن ضمائري وافهم فمبهم مضمري قد أعربت عنه إشارات السّقام الظاهرِ وأعِد حديثك يا عذول فإن في أثناء عذلك ما يسر سرائري وأمرتني بُسلوِّهِ وبتركه حاشاك ما أنا طائع يا آمري رشأ نفورٌ صائد ألبابنا وعقولنا فاعجب لصيد النافرِ يدع الدجى صبحاً ضياء جبينه والصُّبح ليلاً بالسّناء الباهرِ واحرَّ أحشائي لشهد بارد في فيه يحميه بلحظٍ فاترِ حجز الكرى عني ونام مًهَنّأ فلهذا أحنّ إلى ليالي الحاجرِ وأحب سفك دمي فما عارضته في ملكه وأعنته بمحاجري ومن شعره أيضاً: يرى حسنها قلبي فإن رام وصفه لساني ولو أني لبيد تبلدا جلت لي غداة الجزع قداً مهفهفاً وجيداً غزالياً وخداً موردا وطرفاً يبث الوجد في الناس لحظهُ فنوناً وكل منه في السُّكر عربدا فكم حزت فيها للخلاعة بيعةً وكم زرت فيها للملاحة مشهدا أبى الحب أن أنسى عهوداً قديمةً على حفظها أعطيت أهل الهوى يدا وكتب إلى ابنه وقد سافر وما ودَّعه: أفدي الذي قد سار كاتم سيره ضنّاً علي بوقفة التوديع يا مانعي ضمَّ الوداع اسلم ودع نار الصبابة كلَّها لضلوعي

<<  <  ج: ص:  >  >>