قال بلال بن سعد: وكان إذا فصل غازيا يتوسم، يعني من يرافقه، فإذا رأى رفقة تعجبه اشترط عليهم أن يخدمهم، وأن يؤذن، وأن ينفق عليهم طاقته. رواه ابن المبارك بطوله في الزهد.
وقال همام عن قتادة قال: كان عامر يسأل ربه أن ينزع شهوة النساء من قلبه، فكان لا يبالي أذكرا لقي أو أنثى، وسأل ربه أن يمنع قلبه من الشيطان وهو في الصلاة فلم يقدر عليه، ويقال: إن ذلك ذهب عنه.
وعن أبي الحسين المجاشعي قال: قيل لعامر بن عبد قيس. أتحدث نفسك في الصلاة؟ قال: نعم، أحدث نفسي بالوقوف بين يدي الله ومنصرفي.
قال جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال: لما رأى كعب الأحبار عامرا بالشام قال: من ذا؟ قالوا: عامر بن عبد قيس، فقال كعب: هذا راهب هذه الأمة.
وروى جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني قال: قيل لعامر بن عبد قيس: إنك تبيت خارجا، أما تخاف الأسد؟ قال: إني لأستحي من ربي أن أخاف شيئا دونه. وروى مثله همام، عن قتادة.
حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة: لقي رجل عامر بن عبد قيس فقال: ما هذا؟ ألم يقل الله:{وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً}؟ يعني: وأنت لا تتزوج؟ فقال: أفلم يقل الله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}؟
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال: حدثنا جعفر بن أبي جعفر الرازي عن أبي جعفر السائح قال: حدثنا أبو وهب وغيره أن عامر بن عبد قيس كان من أفضل العابدين، ففرض على نفسه كل يوم ألف ركعة، يقوم عند طلوع الشمس، فلا يزال قائما إلى العصر. ثم ينصرف وقد انتفخت ساقاه فيقول: يا نفس، إنما خلقت للعبادة، يا أمارة