للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسوء، فوالله لأعملن بك عملا يأخذ الفراش منك نصيبا.

وهبط واديا يقال له: وادي السباع، وفيه عابد حبشي، فانفرد يصلي في ناحية والعابد في ناحية، أربعين يوما لا يجتمعان إلا في صلاة الفريضة.

وقال محمد بن واسع عن يزيد بن عبد الله بن الشخير: إن عامرا كان يأخذ عطاءه، فيجعله في طرف ثوبه، فلا يلقاه أحد من المساكين إلا أعطاه، فإذا دخل بيته رمى به إليهم، فيعدونها فيجدونها سواء كما أعطيها.

وقال جعفر بن برقان: حدثنا ميمون بن مهران أن عامر بن عبد قيس بعث إليه أمير البصرة: مالك لا تزوج النساء؟ قال: ما تركتهن، وإني لدائب في الخطبة، قال: ومالك لا تأكل الجبن؟ قال: أنا بأرض فيها مجوس، فما شهد شاهدان من المسلمين أن ليس فيه ميتة أكلته، قال: وما يمنعك أن تأتي الأمراء؟ قال: إن لدى أبوابكم طلاب الحاجات، فادعوهم واقضوا حوائجهم، ودعوا من لا حاجة له إليكم.

وقال مالك بن دينار: حدثني فلان أن عامرا مر في الرحبة وإذا ذمي يظلم، فألقى رداءه ثم قال: لا أرى ذمة الله تخفر وأنا حي، فاستنقذه.

ويروى أن سبب إرساله إلى الشام كونه أنكر وخلص هذا الذمي، فقال جعفر بن سليمان: حدثنا الجريري قال: لما سير عامر بن عبد الله يعني ابن عبد قيس شيعه إخوانه، وكان بظهر المربد، فقال: إني داع فأمنوا، قال: اللهم، من وشى بي، وكذب علي، وأخرجني من مصري، وفرق بيني وبين إخوتي - فأكثر ماله وولده، وأصح جسمه، وأطل عمره!

وقال الحسن البصري: بعث بعامر بن عبد قيس إلى الشام، فقال: الحمد لله الذي حشرني راكبا.

وقال هشام عن قتادة: إن عامر بن عبد قيس لما احتضر جعل يبكي، فقيل: ما يبكيك؟ قال: والله ما أبكي جزعا من الموت، ولا حرصا على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الليل.

روى ضمرة عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه - أن قبر عامر بن عبد قيس ببيت المقدس.

وقيل: إنه توفي في زمان معاوية.

<<  <  ج: ص:  >  >>