للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الترجمة، كان لابد من إيراد هذه الأقوال من مصادرها الأصلية، وعزوها إلى أصحابها بشكل دقيق.

ومع كل ذلك فإن الذهبي لم يتبع دائمًا أسلوبًا علميًّا واضحًا في ذكر مصادره، قياسًا بمناهج البحث العلمي في عصرنا، فهو في معظم الأحيان يذكر المؤلف ولا يذكر كتابه فيقتصر مثلًا على القول: "قال خليفة"، أو "قاله الإدريسي"، أو "ذكره المنذري" ونحو ذلك، مع أن كثيرًا من المؤلفين الذين أخذ عنهم، قد ألفوا أكثر من كتاب. ثم نجده في كثير من الأحيان التي يذكر فيها اسم الكتاب لا يعنى بذكر عنوانه الذي وضعه له مؤلفه، ويكتفي بإطلاق لفظ "تاريخ" عليه، نحو قوله مثلًا: "قال ابن خلكان في تاريخه" (١)، و"قال موفق الدين بن أبي أصيبعة في تاريخه" (٢)، و"ذكره أبو شامة في تاريخه" (٣) و"قال السلمي في تاريخه" (٤) وهلم جرًّا.

ولا شك أن ذكر اسم المؤلف وإغفال اسم كتابه يسبب الكثير من الإرباك للباحثين، ليس في الخلط بين كتاب وآخر من كتبه حسب، ولكن في معرفة الكتاب الواحد أيضًا. ولعل المثال الآتي يوضح هذه المسألة، فقد نقل الذهبي من كتاب "الوفيات" لأبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس البغدادي المتوفى سنة ٤١٢ هـ (٥)، ولكننا لم نعرف اسم كتابه لو لم يذكره في إحدى المرات مصادفة في وفيات سنة ٣٩٧ هـ حينما ترجم لأبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن القصار البغدادي المالكي، ونقل ترجمته عن جملة من المؤرخين الذين ذكروا أن وفاته كانت سنة ٣٩٨ هـ، فقال معلقًا: "قلت: الصحيح وفاته في هذه السنة في ثامن ذي القعدة ضبطها ابن أبي الفوارس في الوفيات له" (٦).


(١) ويريد به "وفيات الأعيان".
(٢) انظر مثلًا: الورقة ٣٨ (أيا صوفيا ٣٠١١) ويريد به "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" كما هو مشهور.
(٣) انظر مثلًا: الورقة ٤٢ (أيا صوفيا ٣٠١١) وقد اعتبر الذهبي كتاب "الروضتين" والذيل عليه كتابًا واحدًا.
(٤) انظر مثلًا: الورقة ٢٣٦ (أيا صوفيا ٣٠٠٨) ويريد به "طبقات الصوفية".
(٥) انظر مثلًا: الورقة ٨٧، ٩٤، ٩٦، ١١٨، ١٢٦. ١٣٠، ١٣١، ١٣٧، ١٤٤، ١٤٧، ١٥١، ١٥٢، ١٦٢، ١٨٠، ١٨٣، ٢١٤، ٢٤٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٨).
(٦) الورقة ٢٤٠ من النسخة السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>