للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغالبًا ما كان الذهبي يعنى بنقل النصوص بألفاظها في الحالات التي تستحق ذلك وتتطلبه مثل أقوال العلماء في الجرح والتعديل، ونصوص الكتب والتوقيعات التي يوردها في كتابه، والمقطعات والقصائد الشعرية، والقطع الأدبية، ونصوص الحكايات والمناقشات بين العلماء، فضلًا عن الروايات المسندة إلى شيوخه، ونصوص الأحاديث النبوية الشريفة. فكان يؤكد ذلك بالألفاظ والعبارات الدالة عليها، نحو قوله: "قال سفيان، وشعبة واللفظ له" (١)، وقوله: "وقال الزهري، ورواه ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، وقاله موسى بن عقبة وهذا لفظه" (٢)، وقوله: "وقال ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، ورواه موسى بن عقبة - واللفظ له - قال" (٣)، "وقال الليث - واللفظ له - وابن المبارك عن يونس بن يزيد" (٤)، و"هذا لفظ حكاية محمد بن طرخان عن ولده عبد الولي" (٥)، ونحو ذلك من العبارات المحددة للنقل نصًا.

أما إذا انتقى من النص أو لَخَّصَهُ فإنه يشير إلى ذلك أيضًا، نحو قوله: "لخصت ترجمته من الإرشاد للخليلي" (٦)، و"اختصرت هذا من السياق لعبد الغافر" (٧)، و"له ترجمة في طبقات شيروية هذا منها" (٨)، وقال في ترجمة شهاب الدين الغوري: "استوفى ابن الأثير ترجمته وهذه نخبتها" (٩). وإذا غَيَّرَ ألفاظَ خبرٍ نقله عن مؤلف آخر وكتبه بأسلوبه أو بمعناه نَبَّه إلى ذلك ودلل عليه، نحو قوله عند حديثه عن استيلاء التتار على الدولة الخوارزمية سنة ٦١٧ هـ: "هذا معنى ما ذكره أبو سعد شهاب الدين النسوي" (١٠). وإذا لم يكن يحفظ خبرًا شفويًا بصورة جيدة أشار إلى ذلك ونبه عليه، نحو قوله:


(١) الورقة ٥٦ (أيا صوفيا ٣٠٠٥).
(٢) ١/ ٦٥٨.
(٣) ١/ ٢٨٠.
(٤) ١/ ١٧٩.
(٥) الورقة ٥٦ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(٦) ٧/ ١١٠.
(٧) ١٠/ ٨٩.
(٨) ٧/ ٥٤٩.
(٩) الورقة ١٢ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(١٠) الورقة ٢٤٤ (أيا صوفيا ٣٠١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>