للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محاسن" (١)، وقال في ترجمة عضد الدولة البويهي: "وعمّر الطرق والقناطر والجسور. وكان متيقظًا شهمًا .. كثير البحث عن المشكلات وافر العقل. كان من أفراد الملوك لولا ظلمه. وكان سفاكًا للدماء … وكان يحب العلم والعلماء … وأقام مكوسًا ومظالم نسأل الله العافية" (٢)، وقال في هشام بن الحكم الأموي الأندلسي: "وكان ضعيفًا أخرق محجورًا عليه" (٣)، وقال في وصف جوهر الصقلي القائد الفاطمي: "وكان حسن السيرة في الرعية" (٤)، وقال في ترجمة العزيز بالله نزار الفاطمي: "وكان كريمًا شجاعًا حسن الصفح … حسن الخلق قريبًا من الناس لا يؤثر سفك الدماء" (٥).

أما العلماء فكان يراعي فيهم البراعة والمعرفة في فنهم، قال في ترجمة نصير الدين الطوسي "ت ٦٧٢ هـ": "كان رأسًا في علم الأوائل لا سيما معرفة الرياضي وصنعة الأرصاد فإنه فاق بذلك على الكبار … وكان سمحًا كريمًا حليمًا حسن العشرة غزير الفضائل جليل القدر لكنه على مذهب الأوائل في كثير من الأصول، نسأل الله الهدى والسداد" (٦).

وكان يراعي في الشعراء مثلًا الإبداع، فقد نقل في ترجمة الشاعر الماجن المتهتك ابن سكرة: "كان متسع الباع في أنواع الإبداع فائق الشعر لا سيما في المجون والسخف وكان يقال ببغداد: إن زمانًا جاد بمثل ابن سكرة وابن الحجاج لسخي جدًّا. وقد شبها في وقتهما بجرير والفرزدق في وقتهما" (٧).

وفي كثير من الأحيان يقوّم الذهبي المترجمين بعد دراسة كتبهم وتبيان قيمتها العلمية بين الكتب التي من بابتها. ومثل هذا النقد يدل بلا شك على سعة في العقلية وتفهم منه لمجالات النقد وطبيعته لا سيما بالنسبة لأولئك الذين لم يشتهروا بالرواية وعرفوا بتآليفهم في علم من العلوم أو فن من الفنون.


(١) الورقة ١٢١ (أيا صوفيا ٣٠٠٧).
(٢) الورقة ١١٨ - ١١٩ (أيا صوفيا ٣٠٠٨) = ٨/ ٣٧٧ - ٣٧٨ من طبعتنا.
(٣) الورقة ٢٦٣ من النسخة السابقة.
(٤) الورقة ١٥٩ من النسخة السابقة.
(٥) الورقة ١٨٦ - ١٨٧ من النسخة نفسها.
(٦) الورقة ١٤ (أيا صوفيا ٣٠١٤).
(٧) الورقة ١٨١ (أيا صوفيا ٣٠٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>