الله - صلى الله عليه وسلم - قال لأم سعد بن معاذ: ألا يرقأ دمعك ويذهب حزنك بأن ابنك أول من ضحك الله له واهتز له العرش؟.
وقال يوسف بن الماجشون، عن أبيه، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جدته رميثة أنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو أشاء أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه من قربي منه لفعلت - يقول لسعد بن معاذ يوم مات: اهتز له عرش الرحمن.
وقال محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: اهتز العرش لحب لقاء الله سعدا. قال: إنما يعني السرير. قال: ورفع أبويه على العرش قال: تفسخت أعواده. قال: ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبره فاحتبس، فلما خرج قيل له: يا رسول الله: ما حبسك؟ قال: ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله يكشف عنه.
وقال الثوري وغيره، عن أبي إسحاق، عن البراء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بثوب حرير، فجعل أصحابه يتعجبون من لينه فقال: إن مناديل سعد بن معاذ في الجنة ألين من هذا. متفق على صحته.
وقال يزيد بن هارون: أخبرنا محمد بن عمرو، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: دخلت على أنس بن مالك - وكان واقد من أعظم الناس وأطولهم - فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ. فقال: إنك بسعد لشبيه، ثم بكى فأكثر البكاء. ثم قال: يرحم الله سعدا، كان من أعظم الناس وأطولهم. ثم قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيشا إلى أكيدر دومة، فبعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب، فلبسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل الناس يمسحونها وينظرون إليها، فقال: أتعجبون من هذه الجبة؟ قالوا: يا رسول الله ما رأينا ثوبا قط أحسن منه، قال: فوالله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون.