للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتضمن هذا المجلد وفيات الطبقات من الحادية والأربعين إلى آخر الطبقة الخمسين (٤٠١ - ٤٥٠ هـ).

وقد جاء في الطرة التي وصلت إلينا لهذا المجلد بخط الذهبي: "المجلد الحادي عشر من كتاب تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام تأليف محمد بن أحمد بن عثمان بن الذهبي، عفا الله عنه". ويبدو لنا أن هذا العنوان هو العنوان الذي كان يحمله هذا المجلد قبل أن يعيد الذهبي تنظيم كتابه ثانية بسبب الزيادات الكثيرة الحاصلة في تراجم أهل المئة الثانية (١). فهذا هو المجلد الثالث عشر والذي وجدنا على طرته صورة وقفية الكتاب على المدرسة المحمودية وخط الصفدي بقراءة حوادثه على المؤلف، ثم إن السخاوي أشار إلى أن المجلد العاشر ينتهي بسنة ٣٠٠ هـ (٢)، فكيف يصح بعد هذا أن يكون هذا المجلد هو المجلد الحادي عشر؟ ولكن أين ذهب العنوان الجديد الذي وضعه الذهبي لهذا المجلد بعد أن أصبح الثالث عشر؟ ثم أين هي صورة وقفية الكتاب على المدرسة المحمودية وخط الصلاح الصفدي بالقراءة على شيخه؟

فنقول: إننا نعتقد أصلًا أن هذا الذي وصل إلينا هو ليس جميع المجلد الثالث عشر بل القسم الخاص بالوفيات منه، أما الحوادث التي تضمنها هذا المجلد والتي استرجحنا أنها تناولت المدة نفسها فلم تصل إلينا. فلعل العنوان الجديد كان في صدر الحوادث، وهو الذي عليه خط الصفدي وصورة الوقفية كما هو في المجلد الخامس عشر الذي سيأتي وصفه، وكأن المجلد صار في قسمين: قسم خاص بالحوادث وقسم خاص بالوفيات. أما خط السخاوي على طرة المجلد فهو أمر طبيعي لأن السخاوي لم يهتم بالحوادث وكان اهتمامه ينصب على تجريد التراجم فقط. يضاف إلى ذلك أن المجلد الثالث عشر الذي وصل إلينا بخط البدر البشتكي في نسخة المتحف البريطاني رقم (٤٩ شرقيات) قد تضمن الحوادث المذكورة، كما سيأتي بيانه في الفصل الثاني من هذا الباب.


(١) انظر أعلاه كلامنا على تدوين الكتاب.
(٢) الإعلان، ص ٥٩٧، وانظر أدناه كلامنا على الخطة العامة للكتاب في الفصل الأول من الباب الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>