ومع كل ذلك فقد استعنا بكثير من مختصرات "تاريخ الإسلام" ولا بد لي من الإشارة هنا إلى أن الذين اختصروا "تاريخ الإسلام" للذهبي كانوا على نوعين؛ الأول: كان يسوق الحوادث كاملة بنصها ثم ينتقي بعض تراجم "الأعلام" ويسقط معظم تراجم "المشهورين" وهي تراجم قصيرة في الأغلب الأعم. والثاني: كان يبقي على الحوادث والتراجم ولكنه يختصر مادتها من غير أن يسقط منها شيئًا.
وقد تحصلت عندي من النوع الأول نسخة كاملة في ست مجلدات منها خمس مجلدات محفوظة في مكتبة السلطان أحمد الثالث (٢٩١٧/ ب ١ - ٥)، ووقفت على المجلد الأخير منها في خزانة كتب أيا صوفيا برقم ٣٠١٥. اختصرت وكتبت في حياة المؤلف سنة (٧٣٧ هـ) بدمشق، وناسخها رجل اسمه محمد بن هبة الله بن عبد الرحمن بن محمد بن هبة الله البكري ثم المغربي، لم أقف له على ترجمة. وهي بمجملها نسخة متقنة، وأهم ما فيها الحوادث من السنة الأولى للهجرة النبوية إلى آخر الكتاب. وأخطأ الدكتور لطفي عبد البديع حينما ظن أنها أجزاء من "تاريخ الإسلام"(١)، وهي من أقدم المختصرات التي وصلت إلينا، وفيما يأتي وصف لها:
المجلد الأول:
يقع هذا المجلد في (٢٩٧) ورقة، مسطرتها (٢٥) سطرًا، أوله:"قال الشيخ … شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي: الحمد لله الباقي بعد فناء خلقه، الكافي من توكل عليه … " وينتهي بنهاية الترجمة النبوية.
المجلد الثاني:
من خلافة أبي بكر الصديق ﵁ إلى سنة (١١٠ هـ) مع المحافظة على ترتيب المؤلف. وقد جاء في طرة هذا المجلد:"الثاني من المنتقى في التاريخ تأليف الشيخ الإمام العالم الفاضل شمس الدين الذهبي" وجاء في