وقال محمد بن أبي عدي: أقبل علينا داود بن أبي هند فقال: يا فتيان أخبركم لعل بعضكم أن ينتفع به: كنت وأنا غلام أختلف إلى السوق فإذا انقلبت إلى البيت جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا، فإذا بلغت ذلك المكان جعلت على نفسي أن أذكر الله إلى مكان كذا وكذا، حتى آتي المنزل.
وقال الفلاس: سمعت ابن أبي عدي يقول: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازاً يحمل معه غداءه فيتصدق به في الطريق ويرجع عشاء، فيفطر معهم.
وقال علي ابن المديني: حدثنا سفيان، قال: سمعت داود بن أبي هند يقول: أصابني الطاعون فأغمي علي، فكأن اثنين أتياني فغمز أحدهما عكوة لساني وغمز الآخر أخمص قدمي، فقال: أي شيء تجد قال: أجد تسبيحاً وتكبيراً وشيئاً من خطو إلى المسجد وشيئاً من قراءة القرآن، قال: ولم أكن أخذت القرآن حينئذ قال: فكنت أذهب في الحاجة فأقول: لو ذكرت الله حتى آتي حاجتي قال: فعوفيت فأقبلت على القرآن، فتعلمته.
وعن داود قال: اثنتان لو لم يكونا لم ينتفع أهل الدنيا بدنياهم: الموت، والأرض تنشف الندى.
وقال حماد بن سلمة: دخلت على داود بن أبي هند فرأيت ثياب بيته معصفرة.
قال داود: ولدت بمرو.
وقال يزيد بن هارون والقطان وطائفة: مات سنة تسع وثلاثين ومائة.