وقيل: بل قتل عثمان لأنه سأله أين المال؟ قال: دفعته إلى أمير المؤمنين محمد رحمه الله، فسبه، فجاوبه عثمان، فضرب عنقه.
وقيل: قال له: أنت الخارج علي؟ قال: بايعت أنا وأنت رجلاً بمكة، فوفيت أنا، وغدرت أنت.
واستعمل المنصور على المدينة عبد الله بن الربيع الحارثي، فثارت عليه السودان بالمدينة. وسبب ذلك أن بعض جنده انتهب شيئاً من السوق، فاجتمع الرؤساء إلى ابن الربيع وكلموه، فلم ينكر ولا غير، ثم اشترى جندي من لحام وأبى أن يوفيه الثمن، وشهر سيفه على اللحام، فطعنه اللحام بشفرته في خاصرته فسقط، فتنادى الجزارون والسودان على الجند وهم يذهبون إلى الجمعة، فقتلوهم بالعمد، فهرب ابن الربيع بالليل، وهذا تم في آخر العام.
وكان رؤوس السودان ثلاثة: وثيق، ومعقل، وربيعة، فخرج ابن أبي سبرة من السجن، فخطب ودعا الناس إلى الطاعة، فسكن الناس، ورجع ابن الربيع وقطع يد وثيق وأيدي ثلاثة معه.
بناء بغداد.
في هذه السنة أسست مدينة السلام بغداد، وهي التي تدعى مدينة المنصور. سار المنصور يطلب موضعاً يتخذه بلداً، فبات ليلة، وكان في موضع القصر بيعة قس، فطاب له المبيت، وأقام يوماً فلم ير إلا ما يحب، فقال: ها هنا ابنوا فإنه طيب، وتأتيه مادة الفرات ودجلة والأنهار، فخط بغداد، ووضع أول لبنة بيده فقال: باسم الله، وبالله، والحمد لله، ابنوا على بركة الله، وذلك بعد أن بعث رجالاً لهم فضل يتطلبون موضعاً، ثم