للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن شيء فلم يعجبه ذلك، فلم يزل ابن هرمز يخبره حتى فهم، فقام إليه ابن عجلان فقبل رأسه.

قال مالك: بلغني أن ابن شهاب قال لابن هرمز: نشدتك بالله ما علمت أن الناس كانوا يصلون فيما مضى ولم يكونوا يستنجون بالماء؟ فصمت ابن هرمز. قلت لمالك: لم صمت عنه؟ قال: لم يحب أن يقول نعم وهو أمر قد ترك.

قال ابن وهب: قال بكر بن مضر: قال عبد الله بن يزيد بن هرمز: ما تعلمت العلم إلا لنفسي.

قال ابن وهب: وحدثني محمد بن دينار أن عبد الله بن يزيد بن هرمز كان يقول: إني لأحب للرجل أن لا يحوط رأي نفسه كما يحوط السنة.

قال ابن وهب: وقال مالك: كان ابن هرمز رجلا كنت أحب أن أقتدي به. وحدثني مالك أنه دخل يوما على عبد الله بن يزيد بن هرمز فوجده جالساً على سرير له وهو وحده، فذكر شرائع الإسلام وما انتقص منه وما يخاف من ضيعته وإن دموعه لتنسكب. قال: وقتل أبوه يوم الحرة. وحدثني مالك عن ابن هرمز أنه كان يسأل عن الشيء فيقول: إن لهذا نظراً وتفكراً، فيقال: أجل فافعل، فيقول: ما أحب أن أشغل نفسي في ذلك، متى أصلي؟ متى أذكر؟ وقال: إني لأحب أن يكون من بقايا العالم بعده: لا أدري، ليأخذ بذلك من بعده.

قال مالك: لم يكن أحد بالمدينة له شرف إلا إذا حزبه الأمر رجع إلى أمر ابن هرمز وقوله، وكان إذا قدمت المدينة غنم الصدقة وإبلها ترك اللحم ولم يأكله، فقيل له: لم؟ قال: لأنهم كانوا يقدمون بها إلى الأمراء ولا يضعونها في حقها.

وروى مالك عن ابن هرمز قال: إني لأعجب للإنسان أن يرزق الرزق الحلال فيرغب في الربح فيدخل في الشيء اليسير من الحرام فيفسد المال كله.

قال ابن وهب: كان ابن زيد بن أسلم حدثنا عن ابن هرمز أنه قال حين كف عن الكلام: ما كنا إلا قضاة، ولكن لم نكن نعرف ما نحن فيه،