للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم أتبعته بدراسة موسعة أطلقت عليها "درس التحقيق" تناولت فيها أصول هذا العلم الجليل وما يتعين اتباعه لإخراج النصوص المحققة على أحسن وجه، مبينًا بالأمثلة الكثيرة الموضحة والأدلة الغزيرة ما وقع فيما طبع منه قبل طبعتنا المحققة هذه من مخالفة لأصول هذا المنهج في كل مفصل من مفاصله بحيث صار الاعتماد على مثل تلك الطبعات مخاطرة لا ينبغي لطالب العلم إلا أن يتجنبها حفاظًا على المنهج العلمي الرصين.

فالحمد للّه على ما أنعم وتفضل بإتمام تحقيق هذا السفر النفيس الذي ابتدأت في العناية به منذ نَيِّف وثلاثين عامًا، فصورت جل نسخه المحفوظة في خزائن الكتب العالمية. ثم توجت تلك العناية وذلك الاهتمام بأن اخترته موضوعًا لدراسة موسعة نلت بها رتبة الدكتوراه وطبعت بالقاهرة سنة ١٩٧٦ وصفها العلامة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة بأنها خير دراسة وقف عليها للمعاصرين.

وقد بذلت في تحقيقه الوسع واستنفدت الجهد من إتمام جمع نسخه الخطية والمقابلة بينها، والإشارة إلى مناجم الكتاب والتعليق عليه بفرائد الفوائد كلما وجدت لذلك ضرورة وأهمية متجنبًا الحشو الذي نفعه قليل وضرره وبيل، حتى ظهر بهذه الهيئة العلمية الفائقة والصفة البارعة النافعة التي تسر كل محب لتراث هذه الأمة حريص عليه.

وتعد هذه النشرة المحققة أول نشرة علمية كاملة لهذا الكتاب العظيم، ذلك أن جميع ما طبع من الكتاب قبل هذه الطبعة يعتريه نقص كثير وسقط لمئات عديدة من التراجم حيث اعتمد الناشرون السابقون أجزاء مختصرة له في كثير من المواضع ولطبقات كاملة، فاختلطت الأصول بالمختصرات، ولم يقف أي منهم على نسخة المؤلف التي كتبها بخطه، بل ولا على نسخ صحيحة معتمدة من نسخه الكثيرة في العالم فسقطت آلاف النصوص، وتحرفت وتصحفت عشرات الألوف من الألفاظ بسبب مخالفة أصول هذا العلم.

ومن نعم اللّه عليّ وعميم إحسانه إليَّ أن وفقني اللّه إلى أن أقف على نصف الكتاب تقريبًا بخط مؤلفه الذهبي، وعلى جل النسخ الخطية التي حوتها خزائن الكتب العالمية ما بين مشرق للشمس ومغيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>