للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الصلت تابعي كبير لا يمكنه أن يسمع من سهيل. ولو سمع منه لسمع من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكان صحابيا. لكن المرسل أشهر. وكان سهيل ابن بيضاء من السابقين الأولين، شهد بدرا وغيرها. وكذلك أخوه سهل، وقد توفي أيضا في حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وقال عبد الوهاب بن عطاء: أخبرنا حميد، عن أنس، قال: كان أبو عبيدة، وأبي بن كعب، وسهيل ابن بيضاء، عند أبي طلحة، وأنا أسقيهم، حتى كاد الشراب أن يأخذ فيهم. ثم ذكر تحريم الخمر بطوله.

وقال ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت لما توفي سعد: أدخلوه المسجد حتى أصلي عليه، فأنكر ذلك عليها، فقالت: والله لقد صلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابني بيضاء في المسجد سهيل وسهل.

وقال فيه غير الضحاك: ما أسرع ما نسوا؛ لقد صلى على سهيل ابن بيضاء في المسجد.

وفيها: توفي زيد بن سعية؛ بالياء، وبالنون أشهر؛ وهو أحد الأحبار الذين أسلموا. وكان كثير العلم والمال. وخبر إسلامه رواه الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده عبد الله، قال: لما أراد الله هدي زيد بن سعنة، قال: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه، إلا شيئين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل إلا حلما. وذكر الحديث بطوله. وهو في الطوالات للطبراني. وآخره: فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. وآمن به وبايعه، وشهد معه مشاهد. وتوفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر. والحديث غريب، من الأفراد.

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وفيها قتلت فارس ملكهم شهرابرز بن

<<  <  ج: ص:  >  >>