للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا. فلما غنم رسول الله وانكفأ عسكر المشركين، نزلت الرماة فدخلوا في العسكر ينتهبون، وقد التفت صفوف أصحاب رسول الله فهم هكذا؛ وشبك أصابعه، والتبسوا. فلما خلى الرماة تلك الخلة (١) التي كانوا فيها، دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي ، فضرب بعضهم بعضا، والتبسوا. وقتل من المسلمين ناس كثير. وقد كان لرسول الله وأصحابه أول النهار، حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة. وجال المسلمون جولة نحو الجبل. وصاح الشيطان: قتل محمد. فلم يشك فيه أنه حق. وساق الحديث (٢).

وقال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، عن أبي طلحة، قال: كنت ممن تغشاه النعاس يوم أحد، حتى سقط سيفي من يدي مرارا. أخرجه البخاري (٣).

وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي طلحة، قال: رفعت رأسي يوم أحد، فجعلت أنظر، وما منهم أحد إلا وهو يميد تحت حجفته من النعاس. فذلك قوله: ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا الآية (٤).

وقال يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده، عن الزبير، قال: والله لكأني أسمع قول معتب بن قشير، وإن النعاس ليغشاني ما أسمعها منه إلا كالحلم، وهو يقول: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا (٥).

وروى الزهري، عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن أبيه عن


(١) أي: الهضبة.
(٢) دلائل النبوة ٣/ ٢٦٩ - ٢٧٠.
(٣) البخاري ٥/ ١٢٦ - ١٢٧، ودلائل النبوة ٣/ ٢٧٢.
(٤) دلائل النبوة ٣/ ٢٧٢ - ٢٧٣.
(٥) دلائل النبوة ٣/ ٢٧٣.