للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدارقطني: حدثنا الحسن بن رشيق، قال: أخبرنا فقير بن موسى بن فقير الأسواني، قال: أخبرنا أبو حنيفة قحزم بن عبد الله الأسواني، قال: حدثنا الشافعي، قال (١): حدثنا أبو حنيفة بن سماك بن الفضل الخولاني الشهابي، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي شريح الكعبي، أن رسول الله قال يوم الفتح: من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إن أحب العقل أخذ، وإن أحب فله القود.

وقال علي بن محمد بن أبان القاضي: حدثنا أبو يحيى الساجي، قال: حدثنا المزني، قال: لما وافى الشافعي مصر، قلت في نفسي: إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد فهو، فصرت إليه وهو في مسجد مصر، فلما جثوت بين يديه قلت: إنه هجس في ضميري مسألة في التوحيد، فعلمت أن أحدا لا يعلم علمك، فما الذي عندك؟ فغضب ثم قال: أتدري أين أنت؟ قلت: نعم، قال: هذا الموضع الذي غرق فيه فرعون، أبلغك أن رسول الله أمر بالسؤال عن ذلك؟ فقلت: لا، فقال: هل تكلم فيه الصحابة؟ قلت: لا، قال: تدري كم نجما في السماء؟ قلت: لا، قال: فكوكب منها تعرف جنسه، طلوعه، أفوله، مم خلق؟ قلت: لا، قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه، تتكلم في علم خالقه، ثم سألني عن مسألة في الوضوء، فأخطأت فيها، ففرعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه، وتتكلف علم الخالق، إذا هجس في ضميرك ذلك، فارجع إلى الله تعالى، وإلى قوله: وإلهكم إله واحد الآية، والآية بعدها، فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف علم ما لم يبلغه عقلك، قال: فتبت.

مدارها على أبي علي بن حمكان، وهو ضعيف.

وقال ابن أبي حاتم: في كتابي عن الربيع بن سليمان، قال: حضرت الشافعي، أو حدثني أبو شعيب، إلا أني أعلم أنه حضر عبد الله بن عبد الحكم، ويوسف بن عمرو، وحفص الفرد، وكان الشافعي يسميه المنفرد، فسأل حفص


(١) وهو في الرسالة ٤٥١ - ٤٥٢.