وقال موسى بن عقبة: إنما حمل قريشا على بناء الكعبة أنّ السّيل كان يأتي من فوقها من فوق الرّدم الذي صنعوه فأخربه، فخافوا أن يدخلها الماء، وكان رجل يقال له مليح سرق طيب الكعبة، فأرادوا أن يشيّدوا بناءها وأن يرفعوا بابها حتى لا يدخلها إلاّ من شاءوا، فأعدّوا لذلك نفقة وعمالا.
وقال زكريا بن إسحاق: حدثنا عمرو بن دينار أنّه سمع جابرا يقول: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينقل الحجارة للكعبة مع قريش وعليه إزار، فقال له عمه العبّاس: يا ابن أخي لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة، ففعل ذلك، فسقط مغشيّا عليه، فما رؤي بعد ذلك اليوم عريانا. متّفق عليه. وأخرجاه أيضا من حديث ابن جريج.
وقال معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الطّفيل قال: لما بني البيت كان النّاس ينقلون الحجارة، والنّبيّ - صلى الله عليه وسلم - معهم، فأخذ الثوب فوضعه على عاتقه فنودي: لا تكشف عورتك فألقى الحجر ولبس ثوبه. رواه أحمد في مسنده.
وقال عبد الرحمن بن عبد الله الدّشتكيّ: حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاس، عن أبيه قال: كنت أنا وابن أخي ننقل الحجارة على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة، فإذا غشينا النّاس اتزرنا، فبينا هو أمامي خرّ على وجهه منبطحا، فجئت أسعى وألقيت حجري، وهو ينظر إلى السماء، فقلت: ما شأنك؟ فقام وأخذ إزاره وقال: نهيت أن أمشي عريانا فكنت أكتمها النّاس مخافة أن يقولوا مجنون. رواه قيس بن الربيع بنحوه، عن سماك.
وقال حمّاد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، عن عليّ - رضي الله عنه - قال: لما تشاجروا في الحجر أن