للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أمر بثوب فبسط، ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب، ثم قال لإنسان عنده: اصرخ في أهل الخندق أن هلموا إلى الغداء. فاجتمعوا فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد، حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب (١).

وحدثني من لا أتهم، عن أبي هريرة ، أنه كان يقول حين فتحت هذه الأمصار في زمان عمر وعثمان وما بعده: افتحوا ما بدا لكم، والذي نفسي بيده أو نفس أبي هريرة بيده، ما افتتحتم من مدينة ولا تفتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطى الله محمدا مفاتيحها قبل ذلك (٢).

قال: وحدثت عن سلمان الفارسي قال: ضربت في ناحية من الخندق فغلظت علي، ورسول الله قريب مني، فلما رآني أضرب نزل وأخذ المعول فضرب به ضربة فلمعت تحت المعول برقة، ثم ضرب أخرى فلمعت تحته أخرى، ثم ضرب الثالثة فلمعت أخرى. قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟ قال: أو قد رأيت؟ قلت: نعم. قال: أما الأولى، فإن الله فتح علي بها اليمن، وأما الثانية، فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب، وأما الثالثة فإن الله فتح علي بها المشرق (٣).

قال ابن إسحاق (٤): ولما فرغ النبي من الخندق أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع السيول من دومة (٥) بين الجرف وزغابة (٦) في عشرة آلاف من أحابيشهم ومن تبعهم من بني كنانة وأهل تهامة وغطفان، فنزلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد بذنب تعمر (٧) إلى جانب أحد. وخرج رسول الله


(١) ابن هشام ٢/ ٢١٨.
(٢) ابن هشام ٢/ ٢١٩.
(٣) ابن هشام ٢/ ٢١٩.
(٤) ابن هشام ٢/ ٢١٩.
(٥) في نسخة البشتكي: "دومة" وكتب على الهامش "بخطه رومة".
(٦) كتب على هامش الأصل: "زغابة بالزاي والغين المعجمتين مضموم، موضع قرب المدينة، وصححه بخطه فكتب رعايّة وهو خطأ".
(٧) كتب على هامش الأصل: "كتب المصنف بخطه نعمى في أصله، وكتب بإزائه نقمى وصحح عليه". ونَقَمى من أعراض المدينة (انظر معجم البلدان ١/ ٢٩٩).