للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله : المقداد، وعباد بن بشر، وأسيد بن ظهير، وعكاشة بن محصن وغيرهم. فأمر عليهم سعد بن زيد، ثم قال: اخرج في طلب القوم حتى ألحقك بالناس. وقد قال رسول الله فيما بلغني - لأبي عياش: لو أعطيت فرسك رجلا أفرس منك؟ فقلت: يا رسول الله أنا أفرس الناس. وضربت الفرس فوالله ما مشى بي إلا خمسين ذراعا حتى طرحني فعجبت أن رسول الله قال: لو أعطيته أفرس منك وجوابي له.

ولم يكن سلمة بن الأكوع يومئذ فارسا، وكان أول من لحق القوم على رجليه. وتلاحق الفرسان في طلب القوم. فأول من أدركهم محرز بن نضلة الأسدي. فأدركهم ووقف لهم بين أيديهم ثم قال: قفوا يا معشر بني اللكيعة حتى يلحق بكم من وراءكم من المسلمين. فحمل عليه رجل منهم فقتله. ولم يقتل من المسلمين سواه.

قال عبد الملك بن هشام (١): وقتل يومئذ من المسلمين وقاص بن مجزز (٢) المدلجي.

وقال البكائي عن ابن إسحاق (٣): حدثني من لا أتهم عن عبد الله بن كعب بن مالك، أن مجززا إنما كان على فرس عكاشة يقال له الجناح، فقتل مجزز واستلب الجناح. ولما تلاحقت الخيل قتل أبو قتادة بن ربعي حبيب بن عيينة بن حصن، وغشاه ببرده، ثم لحق بالناس. وأقبل رسول الله بالمسلمين، فاسترجعوا وقالوا: قتل أبو قتادة، فقال رسول الله : ليس بأبي قتادة ولكنه قتيل لأبي قتادة وضع عليه برده لتعرفوا أنه صاحبه.

وأدرك عكاشة بن محصن أوبارا وابنه عمرو بن أوبار، كلاهما على بعير، فانتظمهما بالرمح فقتلهما جميعا. واستنقذوا بعض اللقاح.

وسار رسول الله حتى نزل بالجبل (٤) من ذي قرد، وتلاحق الناس، فنزل رسول الله به، وأقام عليه يوما وليلة. وقال سلمة: يا رسول الله لو


(١) ابن هشام ٢/ ٢٨٣.
(٢) قيده المؤلف في المشتبه (٥٧٧)، فقال: وبمعجمات: مُجَزِّر المدلجي.
(٣) ابن هشام ٢/ ٢٨٤.
(٤) في نسخة البشتكي: "بالخيل"، وليس بشيء، وانظر تاريخ الطبري ٢/ ٦٠٣.