ابن ربيعة، وامرأته أمّ عبد الله بنت أبي حثمة، ومصعب بن عمير، وعثمان بن مظعون، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وعبد الله بن جحش، وعثمان بن الشّريد، وعمّار بن ياسر، ثم خرج عمر وعيّاش بن أبي ربيعة وجماعة، فطلب أبو جهل، والحارث بن هشام عيّاشا، وهو أخوهم لأمّهم، فقدموا المدينة فذكروا له حزن أمّه، وأنّها حلفت لا يظلّها سقف، وكان بها برّا، فرقّ لها وصدقهم، فلما خرجا به أوثقاه وقدما به مكة، فلم يزل بها إلى قبل الفتح.
قلت: وهو الذي كان يدعو له النّبيّ صلى الله عليه وسلم في القنوت: اللهمّ أنج سلمة بن هشام، وعيّاش بن أبي ربيعة … الحديث.
قال ابن شهاب: وخرج عبد الرحمن بن عوف، فنزل على سعد بن الربيع، وخرج عثمان، والزّبير، وطلحة بن عبيد الله، وطائفة، ومكث ناس من الصحابة بمكة، حتى قدموا المدينة بعد مقدمه، منهم: سعد بن أبي وقاص، على اختلاف فيه.
وقال يونس، عن ابن إسحاق: حدّثني نافع، عن ابن عمر، عن أبيه عمر بن الخطّاب قال: لمّا اجتمعنا للهجرة اتّعدت أنا وعيّاش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص بن وائل، وقلنا: الميعاد بيننا التّناضب من أضاة بني غفار، فمن أصبح منكم لم يأتها فقد حبس، فأصبحت عندها أنا وعيّاش، وحبس هشام وفتن فافتتن، وقدمنا المدينة فكنّا نقول: ما الله بقابل من هؤلاء توبة، قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله، ثمّ رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم في الدنيا فأنزلت: قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم، فكتبتها بيدي كتابا، ثمّ بعثت بها إلى هشام، فقال هشام بن العاص: فلمّا قدمت عليّ خرجت بها إلى ذي طوى أصعد فيها النّظر وأصوّبه لأفهمها، فقلت: اللهمّ فهّمنيها، فعرفت إنما أنزلت فينا لما كنّا نقول في أنفسنا، ويقال فينا، فرجعت فجلست على بعيري، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقتل هشام بأجنادين.